Liber De Causis (Discourse on the Pure Good)
Badawī 1955
وإما فى حركته؛ فإذا كان الشىء على هذه الحال، كان تحت الزمان، لأنه إنما يقبل التجزئة فى زمان. وليس العقل داخلا تحت الزمان، بل هو مع الدهر، فلذلك صار أرفع وأعلى من كل جسم وكل كثرة. فإن ألفيت فيه كثرة فإنما تلفى فيه موحدة كأنها شىء واحد. فإذا كان العقل على هذه الصفة لم يقبل التجزئة ألبتة. والدليل على ذلك رجوعه إلى ذاته، أعنى أنه لا يميز مع الشىء المميز، فيكون أحد طرفيه نابياً من الآخر. وذلك أنه إذا أراد علم الشىء الجسمانى الممتد امتد معه وهو ثابت قائم على حاله لأنها صورة لا يضيق عنها شىء، وليست الأجرام كذلك.
والدليل أيضاً على أن العقل ليس بجرم ولا يتجزأ — جوهره وفعله: فإنهما شىء واحد. والعقل كثير من تلقاء الفضائل الآتية إليه من العلة الأولى. وهو، وإن تكثر بهذا النوع، فإنه ما قرب من الواحد صار واحداً لا ينقسم. والعقل لا يقبل التقسيم لأنه أول مبدع أبدع من العلة الأولى: فالوحدانية أولى به من الانقسام.
فقد صح أن العقل جوهر، ليس بعظم ولا جسم، ولا يتحرك بنوع من أنواع الحركة الجسمانية. ولذلك صار فوق الزمان، كما بينا.
٧ — باب آخر
كل عقل يعلم ما فوقه وما تحته. إلا أنة يعلم ما تحته بأنه علة له، ويعلم ما فوقه لأنه يستفيد منه الفضائل. والعقل جوهر عقلى. فعلى نحو جوهره يعلم الأشياء التى يستفيدها من
Work
Title: Liber De Causis
English: Discourse on the Pure Good
Original: Kalām fī maḥḍ al-ḫayr
Domains: Philosophy
Text information
Type: Epitome
Date: between 810 and 830
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: al-Aflāṭūnīyah al-muḥdaṯah ʿind al-ʿarab
Published: 1955
Series: Dirāsāt islāmīyah
Volume: 19
Pages: 3-33
Publisher: Maktabat al-nahḍah al-miṣrīyah, Cairo
Download
psArist-Ar_001.xml [63 Kb]