Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

pseudo-Aristotle: Liber De Causis (Discourse on the Pure Good)

Badawī 1955

فوق، والأشياء التى هو لها علة: فهو مميز ما فوقه وما تحته، ويعلم أن ما فوقه علة له، وما تحته معلول منه. ويعرف علته ومعلوله بالنوع الذى هو عليه، أعنى بنوع جوهره. وكذلك كل عالم: إنما يعلم الشىء الأفضل والشىء الأدنى الأرذل على نحو جوهره وذاته، لا على نحو ما عليه الأشياء. فإن كان هذا هكذا، فلا محالة إذن أن الفضائل التى تتنزل على العقل من العلة الأولى تكون فيه عقلية، 〈وكذلك الأشياء الجسمانية المحسوسة تكون فى العقل عقلية〉. وذلك أن الأشياء التى فى العقل ليست الآثار بعينها، بل هى علل الآثار. والدليل على ذلك أن العقل بعينه علة الأشياء التى تحته بأنه عقل فقط. فإذا كان العقل علة الأشياء بأنه عقل، فلا محالة أن علل الأشياء فى العقل عقلية أيضاً.

فقد استبان أن الأشياء فوق العقل وتحته قوة عقلية لأنه علة لها. وكذلك الأشياء الجسمانية مع العقل عقلية، والأشياء العقلية فى العقل عقلية، لأنه علة لعلتها، ولأنه إنما يدرك الأشياء بنوع جوهره: وهو أنه عقل — فيدرك الأشياء إدراكاً عقلياً — عقليةً كانت الأشياء أم جسمانية.

٨ — باب آخر

كل عقل إنما ثباته وقوامه فى الخير المحض، وهى العلة الأولى. وقوة العقل أشد وحدانية من الأشياء الثوانى التى بعده لأنها لا تنال معرفته. وإنما صار كذلك لأنه علة لما تحته. والدليل على ذلك ما نحن ذاكرون: أن العقل مدبر لجميع الأشياء التى تحته بالقوة الإلهية التى فيه، وبها يمسك الأشياء لأنه بها كان علة الأشياء. وهو يمسك

Work

Title: pseudo-Aristotle: Liber De Causis
English: Discourse on the Pure Good
Original: Kalām fī maḥḍ al-ḫayr

Domains: Philosophy

Text information

Type: Epitome

Date: between 810 and 830

Bibliographic information

Publication type: Book

Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān

Title: al-Aflāṭūnīyah al-muḥdaṯah ʿind al-ʿarab

Published: 1955

Series: Dirāsāt islāmīyah

Volume: 19

Pages: 3-33

Publisher: Maktabat al-nahḍah al-miṣrīyah, Cairo

Download