Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Analytica Posteriora (Posterior Analytics)

〈السؤال العلمى〉

إلا أنه إن كان السؤال القياسى والمقدمة المأخوذة من النقيض هما واحدا بعينه، وكانت المقدمات فى واحد واحد من العلوم هى التى منها يكون القياس فى واحد واحد منها، فقد يكون سؤال ما علمنا وهو الذى منه يكون قياس مناسب خاص فى واحد واحد من العلوم. فمن البين إذاً أنه ليس كل سؤال يوجد هندسيا ولا طبيا. وكذلك فى تلك الأخر الباقية. لكن إما أن يكون من تلك التى منها تتبين معنىً ما من التى عليها الهندسة، وإما التى منها بأعيانها يتبين من المعانى التى منها الهندسة بمنزلة المسائل المناظرية. وكذلك فى تلك الأخر الباقية. والقول إنما ينبغى أن يقبل من هذه من مبادئ ونتائج هندسية. وأما القول فى المبادئ فلا ينبغى للمهندس أن يوفى السبب بما هو مهندس، وكذلك فى العلوم الأخر الباقية أيضا.

فليس ينبغى إذن أن يسأل كل واحد من العلماء عن كل شىء؛ ولا أيضا ينبغى أن يجيب عن كل ما يسأل فى كل واحد به؛ لكن إنما يجب أن يجيب عن أشياء محدودة منحازة فى علمه. فإن وجد إنسان يجارى المهندس قولا ما ويناظر بما هو مهندس، فمن البين أن فعله هذا يكون فعلا جميلا متى كان يبين شيئا ما من أمثال هذه. وأما إن لم يكن كذلك فليس هو بالجميل. ومن البين أنه ليس يكسف المهندس ولا تكسيفا أيضا، اللهم إلا أن يكون بطريق العرض. فإذن لا سبيل إلى الكلام فى الهندسة بين قوم غير مهندسين. وذلك أنه قد يضل الذى تجرى مناظرته مجرى رديئا. وكذلك فى العلوم الأخر الباقية أيضا. ولما كان قد توجد مسائل ما هندسية، أترى قد توجد أيضا مسائل ما غير هندسية؟ — وفى واحد واحد من العلوم مسائل هى بلا علم هندسية، فأيما هى؟ وترى الذى هو بلا علم هو قيس أم مغالطة؟ وهو فى الهندسة، أم فى صناعة أخرى؟ مثال ذلك السؤال الموسيقى هو غير هندسى فى الهندسة. وأما الظن بأن الخطوط المتوازية تلتقى فهو هندسى على جهة ما، وغير هندسى على جهة أخرى. وذلك أن هذا يكون على ضربين كالحال فى: لاوزن، فيقال: لا هندسة — أما على نحو واحد فمن قبل أنها ليست موجودة له بمنزلة عدم الوزن، وأما بنحو آخر فمن قبل أنه مقتن له اقتناءا رديئا. وهذا النحو من لا علم، وهو من أمثال هذه المبادئ، هو مضاد.

فأما فى التعاليم فليس المغالطة فيها على هذا المثال من قبل أن الحد الأوسط هو أبداً مضاعف، وذلك أن آخر يحمل على هذا كله، وهذا يقال على الآخر كله (وأما المحمول فلا يقال كل)؛ وهذه حالها حال ينظر إليها فى الذهن. وأما فى الجدلية فقد يضلون: أترى كل دائرة هى شكل؟ فإن رسمه رسما كان ظاهرا. وما يرى الكلام المسمى باليونانية ا ا فى أهو دائرة؟ فظاهر أنها ليست دائرة.

وليس ينبغى أن يؤتى عليه بالمعاندة إن كانت المقدمة استقرائية. فكما أنه ولا المقدمة تكون التى على أشياء كثيرة — إذ كانت ليست على جميعها وكان القياس من المقدمات الكلية —، فمن البين الظاهر أنه ولا المعاندة أيضا. وذلك أن المقدمة والمعاندة هى واحدة بأعيانها، إذ كانت المعاندة التى يأتى بها قد تكون مقدمة: إما برهانية وإما جدلية.

وقد يعرض فى بعض الأشياء أن يكون ما يأتون به من الأقاويل غير قياسية من قبل أنهم يأخذون أشياء محمولة على كليهما، مثال ذلك بمنزلة ما كان يفعل قانس فى قياسه على أن النار هى بالتناسب ذات أضعاف كثيرة. وذلك أن النار تولدها سريع كما زعم، وما بالتناسب هو كبير الأضعاف قد تولد سريعا. فإنه على هذا النحو لا يكون قياس، اللهم إلا أن تكون كثرة الأضعاف تابعة للتناسب الذى هو أسرع ما يكون، وكان التناسب الذى هو أسرع ما يكون فى الحركة تابعا للنار.

فكثيرا ما لا يمكن أن يقاس من المقدمات التى اقتضبت. وأحيانا قد يمكن ذلك، لكنه ليس هو مما يرى ويعتقد.

ولو لم يمكن أن يبين الحق من الكذب، لقد كان التحليل بالعكس سهلا، وذلك أنه قد كان ينعكس الأمر بالتساوى. فلتكن ا مما هو موجود. وإذا كانت هذه موجودة، فلتكن هذه الأشياء التى أعلم أنها موجودة موجودةً — مثال ذلك الأشياء التى عليها ٮ: فمن هذه إذاً أبين أن تلك موجودة. والأشياء التى فى التعاليم فقد تنعكس بالتساوى أكثر، من قبل أنه لا يوجد فيها ولا عرض واحد، لكن حدود (وبهذا المعنى أيضا قد تخالف الأمور الجدلية).

وتزيد وتنمى لا بالأوسط، لكن بأنهم يستأنفون فيقتضبون: مثال ذلك : ا، بـ ٮ، وهذه بـ حـ، وهذه أيضا بـ ى، وعلى هذا النحو إلى ما لا نهاية. أو يعدلون إلى الجانب أيضا بمنزلة ا على ٮ وعلى هـ. مثال ذلك إن كان العدد الكمى أو غير متناه أيضا المرسوم عليه ا، والعدد الفرد الكمى الذى عليه ى، والعدد الفرد الذى عليه حـ : فـ ا إذن هو على حـ. وليكن أيضا العدد الزوج ذو كم ما عليه ى، والعدد الزوج الذى عليه هـ؛ فـ ا إذن هو على هـ.

〈السؤال العلمى〉

إلا أنه إن كان السؤال القياسى والمقدمة المأخوذة من النقيض هما واحدا بعينه، وكانت المقدمات فى واحد واحد من العلوم هى التى منها يكون القياس فى واحد واحد منها، فقد يكون سؤال ما علمنا وهو الذى منه يكون قياس مناسب خاص فى واحد واحد من العلوم. فمن البين إذاً أنه ليس كل سؤال يوجد هندسيا ولا طبيا. وكذلك فى تلك الأخر الباقية. لكن إما أن يكون من تلك التى منها تتبين معنىً ما من التى عليها الهندسة، وإما التى منها بأعيانها يتبين من المعانى التى منها الهندسة بمنزلة المسائل المناظرية. وكذلك فى تلك الأخر الباقية. والقول إنما ينبغى أن يقبل من هذه من مبادئ ونتائج هندسية. وأما القول فى المبادئ فلا ينبغى للمهندس أن يوفى السبب بما هو مهندس، وكذلك فى العلوم الأخر الباقية أيضا.

فليس ينبغى إذن أن يسأل كل واحد من العلماء عن كل شىء؛ ولا أيضا ينبغى أن يجيب عن كل ما يسأل فى كل واحد به؛ لكن إنما يجب أن يجيب عن أشياء محدودة منحازة فى علمه. فإن وجد إنسان يجارى المهندس قولا ما ويناظر بما هو مهندس، فمن البين أن فعله هذا يكون فعلا جميلا متى كان يبين شيئا ما من أمثال هذه. وأما إن لم يكن كذلك فليس هو بالجميل. ومن البين أنه ليس يكسف المهندس ولا تكسيفا أيضا، اللهم إلا أن يكون بطريق العرض. فإذن لا سبيل إلى الكلام فى الهندسة بين قوم غير مهندسين. وذلك أنه قد يضل الذى تجرى مناظرته مجرى رديئا. وكذلك فى العلوم الأخر الباقية أيضا. ولما كان قد توجد مسائل ما هندسية، أترى قد توجد أيضا مسائل ما غير هندسية؟ — وفى واحد واحد من العلوم مسائل هى بلا علم هندسية، فأيما هى؟ وترى الذى هو بلا علم هو قيس أم مغالطة؟ وهو فى الهندسة، أم فى صناعة أخرى؟ مثال ذلك السؤال الموسيقى هو غير هندسى فى الهندسة. وأما الظن بأن الخطوط المتوازية تلتقى فهو هندسى على جهة ما، وغير هندسى على جهة أخرى. وذلك أن هذا يكون على ضربين كالحال فى: لاوزن، فيقال: لا هندسة — أما على نحو واحد فمن قبل أنها ليست موجودة له بمنزلة عدم الوزن، وأما بنحو آخر فمن قبل أنه مقتن له اقتناءا رديئا. وهذا النحو من لا علم، وهو من أمثال هذه المبادئ، هو مضاد.

فأما فى التعاليم فليس المغالطة فيها على هذا المثال من قبل أن الحد الأوسط هو أبداً مضاعف، وذلك أن آخر يحمل على هذا كله، وهذا يقال على الآخر كله (وأما المحمول فلا يقال كل)؛ وهذه حالها حال ينظر إليها فى الذهن. وأما فى الجدلية فقد يضلون: أترى كل دائرة هى شكل؟ فإن رسمه رسما كان ظاهرا. وما يرى الكلام المسمى باليونانية ا ا فى أهو دائرة؟ فظاهر أنها ليست دائرة.

وليس ينبغى أن يؤتى عليه بالمعاندة إن كانت المقدمة استقرائية. فكما أنه ولا المقدمة تكون التى على أشياء كثيرة — إذ كانت ليست على جميعها وكان القياس من المقدمات الكلية —، فمن البين الظاهر أنه ولا المعاندة أيضا. وذلك أن المقدمة والمعاندة هى واحدة بأعيانها، إذ كانت المعاندة التى يأتى بها قد تكون مقدمة: إما برهانية وإما جدلية.

وقد يعرض فى بعض الأشياء أن يكون ما يأتون به من الأقاويل غير قياسية من قبل أنهم يأخذون أشياء محمولة على كليهما، مثال ذلك بمنزلة ما كان يفعل قانس فى قياسه على أن النار هى بالتناسب ذات أضعاف كثيرة. وذلك أن النار تولدها سريع كما زعم، وما بالتناسب هو كبير الأضعاف قد تولد سريعا. فإنه على هذا النحو لا يكون قياس، اللهم إلا أن تكون كثرة الأضعاف تابعة للتناسب الذى هو أسرع ما يكون، وكان التناسب الذى هو أسرع ما يكون فى الحركة تابعا للنار.

فكثيرا ما لا يمكن أن يقاس من المقدمات التى اقتضبت. وأحيانا قد يمكن ذلك، لكنه ليس هو مما يرى ويعتقد.

ولو لم يمكن أن يبين الحق من الكذب، لقد كان التحليل بالعكس سهلا، وذلك أنه قد كان ينعكس الأمر بالتساوى. فلتكن ا مما هو موجود. وإذا كانت هذه موجودة، فلتكن هذه الأشياء التى أعلم أنها موجودة موجودةً — مثال ذلك الأشياء التى عليها ٮ: فمن هذه إذاً أبين أن تلك موجودة. والأشياء التى فى التعاليم فقد تنعكس بالتساوى أكثر، من قبل أنه لا يوجد فيها ولا عرض واحد، لكن حدود (وبهذا المعنى أيضا قد تخالف الأمور الجدلية).

وتزيد وتنمى لا بالأوسط، لكن بأنهم يستأنفون فيقتضبون: مثال ذلك : ا، بـ ٮ، وهذه بـ حـ، وهذه أيضا بـ ى، وعلى هذا النحو إلى ما لا نهاية. أو يعدلون إلى الجانب أيضا بمنزلة ا على ٮ وعلى هـ. مثال ذلك إن كان العدد الكمى أو غير متناه أيضا المرسوم عليه ا، والعدد الفرد الكمى الذى عليه ى، والعدد الفرد الذى عليه حـ : فـ ا إذن هو على حـ. وليكن أيضا العدد الزوج ذو كم ما عليه ى، والعدد الزوج الذى عليه هـ؛ فـ ا إذن هو على هـ.