Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Analytica Posteriora (Posterior Analytics)

〈معية العلة والمعلول〉

والعلة للأشياء التى تكون والتى هى مزمعة بالكون — مثال ذلك: لم كان الكسوف؟ — من قبل أنه قد كانت الأرض فى الوسط؛ ولم هو مزمع بأن يكون؟ — من قبل أنها مزمعة أن تكون فى الوسط، وهو موجود من قبل أنها موجودة؛ ما الجليد؟ وليؤخذ أنه ما 〈هو〉 جامد؛ — فليكن الماء الذى عليه حـ، وأنه جليد ما عليه ا؛ ولتكن العلة — وهى الأوسط — وهى ما عليه ٮ فقد الحرارة التام، فـ ٮ موجودة لـ حـ ولهذا معنى الجمود وهى التى عليها ا؛ فيكون الجليد عند 〈ما〉 تكون ٮ؛ وقد كان عندما قد كانت، وهو مزمع بأن يكون عندما تكون مزمعة؛ — فالعلة التى على هذا النحو والشىء الذى العلة عليه يتكون عندما يتكون معا، وموجود متى كانت موجودة. وكذلك فى باب ما أنه قد كان ومزمع أن يكون.

فأما فى الأشياء التى ليست معا أترى هى موجودة فى الزمان المتصل، كما يظن أن أشياء أخر هى علل لأشياء أخر، وهذه هى العلة لأن قد كان الشىء، بأن قد كان شىء آخر، وأنها علة لمزمع أن يكون شىء آخر مزمعا، وهى أيضا لمعنى أنه يتكون من قبل؟ فالقياس هو موجود من الأخير متى كان (ومبدأ هذه أيضا هى الأشياء التى قد كانت، ولهذا السبب هى فى الأشياء التى تتكون على هذا المثال).

وأما من الذى هو أكثر تقدما فليس يكون (مثال ذلك أن هذا الأخير يتكون من قبل أن هذا قد كان، وكذلك فيما هو مزمع أن يكون): وذلك أنه ليس هو مزمعاً بأن يكون لا بأن يكون الزمان محدودا، ولا بأن يكون غير محدود مزمعا أن يكون، حتى يكون من أجل أن القول بأنه قد كان هذا هو صادقاً يكون القول بأنه قد كان الأخير صادقا: وذلك أن فى الزمان الذى فى الوسط يكون القول بأن هذا قد كان وفرغ، عندما قد كان ذاك الآخر، كذبا. وهذا القول بعينه فيما هو مزمع أن يكون: فإنه ليس من أجل أن هذا قد كان يكون هذا مزمعا بأن يكون، وذلك أن الأوسط قد يجب أن يكون متساويا فى الكون: أما للأشياء التى قد كانت أنه قد كان، وللأشياء التى هى مزمعة بأن تكون بأنه مزمع بأن يكون، وللتى تكون أن يكون، وللأشياء التى هى موجودة أنها موجودة. فأما ما يكون كونا وما هو مزمع بأن يكون، فلا يمكن أن يكون متساويا فى الكون. وأيضا الزمان الذى فى الوسط ليس يمكن أن يكون لا محدودا ولا غير محدود. وذلك أن القول بأن الوسط موجود، كذب. — فقد يجب أن نبحث ما الذى يربط ويصل حتى يكون معنى أنه يكون موجودا فى الأمور، بعد معنى قد كان. فنقول إنه من البين أنه ليس معنى أنه يكون مضاما تابعا للذى قد كان، وذلك أنه ولا معنى قد كان أيضا مضاما تاليا لمعنى قد كان، إذ كانا طرفين وغير متجزئين: فكما أنه ولا النقط أيضا يتلو بعضها بعضا، فولا التى قد كانت أيضا، إذ كان كلا الأمرين غير متجزئ. ولا أيضا الذى يكون تاليا للذى قد كان، لهذا السبب بعينه، وذلك أن الذى يكون هو متجزئ، وأما معنى قد كان فغير متجزئ. فكما للخطوط عند النقطة، كذلك لمعنى يكون، عند معنى قد كان. وذلك أنه قد يوجد فيما يكون معانى أنها قد كانت بلا نهاية. فقد يجب أن نتكلم فى هذه كلاما أوضح فى أقاويلنا التى نأتى بها بالكلية فى الحركة.

أما كيف يكون حال الأوسط الذى هو علة إذا كان الكون على التتالى، فهذا مبلغ ما نقتضب فيه. وذلك أنه قد يجب فى هذه أيضا أن يكون الأوسط والأول غير ذوات أوساط — مثال ذلك: ا قد كانت من قبل أن حـ قد كانت؛ وأخيرا كانت حـ، وأما أولا فـ ا؛ وحـ هى مبدأ من قبل أنها أقرب من الآن الذى هو مبدأ الزمان. وحـ كانت، إن كانت ى كانت. فعندما قد كانت ى، قد يلزم ضرورة أن تكون قد كانت ا. والكلمة هى حـ، وذلك أنه عندما قد كان ى يلزم أن يكون قد كانت حـ؛ وعندما قد كانت حـ، يلزم أن تكون ا قد كانت أولا. — فإذا ما أخذت الأوسط هكذا ينتهى ويقف فى موضع عندما الأوسط له، وإلا قد يقع دائما فى الوسط من قبل لا نهاية. وذلك أنه لا شىء كان متصلا بما قد كان. فما قلنا غير أنه قد يلزم أن يبتدئ من الوسط ومن الذى هو أول الآن. — وكذلك فيما هو مزمع أن يكون. وذلك أنه إن كان القول بأن ى مزمعة بأن تكون، حقا، فقد يلزم أن يكون القول بأن ا مزمعة بأن تكون أولا، حقا، وعلة هذه هى حـ؛ فإنه إن كانت ى مزمعة بأن تكون، فـ حـ مزمعة بأن تكون أولا؛ فإن كانت حـ مزمعة بأن تكون، فتكون ا هى مزمعة بأن تكون أولا. — وعلى هذا المثال القطع فى هذه أيضا بلا نهاية، وذلك أنه لا شىء من الأشياء التى هى مزمعة بأن تكون تتلو أو تضام بعضها بعضا. والمبدأ فى هذه أيضا ينبغى أنه يؤخذ بلا وسط. ومعنى هذا فى الأعمال والأفعال أنفسها هو هكذا: إن كان البيت قد كان، فيلزم ضرورة أن يكون قد نحتت الحجارة. وقد كان هذا من أجل ماذا؟ نقول إنه من أجل أنه يلزم أن يكون الأساس قد كان أولا إن كان البيت قد كان. وإن كان الأساس فيلزم ضرورةً أن تكون الحجارة قد كانت أولا ومن الرأس، إن كان البيت مزمعا بأن يكون. كذلك قد تكون الحجارة هى أولا مزمعة بأن تكون. وقد نرى ونتبين فى الأوسط على مثال واحد، وذلك أن الأساس قد يكون مزمعا بأن يكون أولا.

ولما كنا قد نرى فى الأشياء التى تكون، قد يوجد كون ما دوراً، فهذا إنما يمكن أن يكون إن كان الوسط والطرفان يتبع بعضها بعضا، وذلك أنه فى هذه يكون العكس بالتساوى. وقد تبين هذا فى تلك الأول، أعنى أن النتائج قد ترجع بالتساوى؛ فإن معنى الدور هو هذا. فأما فى الفعل والعمل فقد يظهر هذا هكذا: يقول إنه: إذا كانت الأرض ندية، فقد يلزم أن يتولد بخار وهو السحاب. وإذا تولد هذا أن يتولد الماء؛ وإذا تولد الماء أن تندى الأرض؛ وهذا هو الذى كان أولا. فإذاً قد دار دورا، وذلك أنه عندما يكون الواحد من هذه الأشياء موجودا — أيها كان — يكون الآخر موجودا؛ وعندما يكون ذلك، يكون الآخر؛ وعندما يكون هذا، يكون الأول موجودا.

وقد يوجد بعض الأشياء كونها على طريق الكلية (وذلك أنه دائم وعلى الكل إما أن تكون موجودة هكذا، وإما أن تتكون)؛ وقد توجد أشياء ليست دائما، غير أنها فى أكثر الأمر — مثال ذلك: ليس كل ذكر من الناس ينبت الشعر فى ذقنه، لكن فى الأكثر. فالأوسط لأمثال هذه قد يلزم أن يكون فى أكثر الأمر. وذلك أنه إن كانت ا محمولة على ٮ على طريق الكلية، وهذه على حـ على طريق الكلية، فقد يلزم أن تكون ا محمولة على حـ دائما وعلى الكل، إذ كان هذا هو القول على طريق الكلى، وهو أن يكون على الكل ودائما؛ لكن قد وضع أنه فى أكثر الأمر. فقد يلزم إذن أن يكون الأوسط — وهو الذى عليه ٮ — فى أكثر الأمر. فتكون إذاً المبادئ غير ذوات أوساط للأشياء التى فى أكثر الأمر: جميع الأشياء التى هى فى أكثر الأمر إما موجودة هكذا، وإما متكونة.