Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Analytica Posteriora (Posterior Analytics)

〈أنواع الحد〉

والحد بما يقال إنه قول ما هو، فمن البين أن أخذ ذلك هو أن يقال على ماذا يدل الاسم أو قول آخر يدخل فى باب دلالة الاسم — مثال ذلك: على ماذا يدل ما هو المثلث؟ هذا الذى إذ كان لنا أنه موجود يطلب لم هو. وذلك أنه قد يصعب أن نأخذ الأشياء التى لا يعلم أنها موجودة. وسبب الصعوبة قد خبرنا به فيما تقدم من قبل أنا لا نعلم ولا أنه موجود أولا، اللهم إلا بطريق العرض. والقول يقال إنه واحد على ضربين: أحدهما بالرباط، بمنزلة ايلياس، والآخر بأن يدل بشىء واحد على شىء واحد، لا بطريق العرض. — فأحد الحدود هو هذا الذى قيل الآن. وقد يوجد حد آخر وهو قول يعرف: لم هو الشىء؟ فذلك المتقدم قد يدل دلالة، فأما بياناً فلا يبين. وهذا الآخر فمن البين أنه كالبرهان على ما هو، وإنما يخالف البرهان بالوضع. وذلك أن بين أن يقال: لم يرعد؟ وبين أن يقال: ما هو الرعد؟ — فرقاً. وذلك أنه قد يجيب أما فى ذاك، فلأن النار التى فى السحاب تنطفئ؛ وأما ما هو الرعد فيجيب عنه بأنه صوت انطفاء النار فى السحاب. فإذن قول واحد بعينه يقال على جهتين مختلفتين. فأما فى تلك الجهة فبرهان متصل؛ وأما فى هذا فتحديد. — وأيضا حد الرعد أنه صوت فى السحاب. وهذا هو نتيجة البرهان على معنى ما هو وحد الأشياء التى لا وسط بها هو وضع لمعنى ما هو غير مبرهن.

فأحد أقسام الحد إذن هو قول على معنى ما الشىء غير مبرهن؛ والآخر قياس على معنى ما هو، يخالف البرهان بالتصريف؛ والثالت نتيجة البرهان على ما هو.

فقد ظهر مما قيل كيف يوجد البرهان على معنى ما هو، وكيف لا يكون، ولأى الأشياء يوجد البرهان، ولأيها لا يوجد؛ وأيضا على كم ضرب يقال الحد؛ وكيف يبين معنى ما هو وكيف لا يبين ولأى الأشياء هو، ولأى الأشياء لا؛ وأيضا كيف حال الحد عند البرهان، وكيف يمكن أن يكون، موجودا لأمر واحد بعينه، وكيف لا يمكن.