Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Analytica Posteriora (Posterior Analytics)

〈الصلة بين العلة والمعلول〉

وأما فى العلة، والشىء الذى العلة علته، والشىء الذى العلة له، فقد يتشكك الإنسان فيقول: أترى متى وجد المعلول فالعلة أيضا موجودة — مثل أنه إن كان ينثر ورقة أو ينكسف، فقد توجد ليت شعرى علة الكسوف أو علة انتثار الورق — مثال ذلك إن كانت هذه العلة هى أن يكون ورقه عريضا، وكانت علة الكسوف هى أن الأرض فى الوسط. — فإنه إن لم يوجد، فقد تكون علتها شيئا آخر؛ وإن كانت العلة والمعلول موجودين معا، مثل أنه إن كانت الأرض فى الوسط فهو منكسف، أو إن كان ورقه عريضا فينثر ورقه — فإنه إن كانت هكذا فقد يلزم أن تكون موجودة معا، ويوجد السبيل إلى أن يتبين بعضها من بعض. فليكن انتثار الورق الذى عليه ا؛ وليكن عريض الورق الذى عليه ٮ؛ وليكن الكروم الذى عليه حـ. فإن كانت ا موجودة لـ ٮ (إذ كان كل عريض الورق ينثر ورقه) وٮ موجودة لـ حـ (إذ كان كل كرم عريض الورق)؛ فـ ا موجودة لـ حـ؛ ويكون كل كرم ينثر ورقه. والعلة التى هى الأوسط هى ٮ، وهو أن الكرم عريض الورق. وقد يبين أن الكرم عريض الورق بأنه ينثر ورقه. فليكن ى عريض الورق؛ ولتكن هـ انتثار الورق، والكرم الذى عليه ى؛ فـ هـ موجودة لـ ز؛ وذلك أن كل كرم ينثر ورقه، وى موجودة لـ هـ، إذ كان كل ما ينثر ورقه عريض الورق؛ والعلة هى هـ، وهى أن ينثر ورقه. — فإن لم يمكن أن تكونا علتين بعضهما لبعض (إذ كانت العلة أقدم مما هى علته، وكان وجود الأرض فى الوسط هى العلة فى أن تنكسف، ولم يكن الكسوف العلة فى وجود الأرض فى الوسط)، فإن كان البرهان الكائن بالعلة هو برهانا على «لم هو»، وأما ما لم يكن بالعلة فهو برهان على «أنه»، فإنه إذا علم أنها فى الوسط فقد علم أنها ولم يعلم لم هى. فأما أن ليس كسوفه علة وجود الأرض فى الوسط، بل وجود الأرض فى الوسط هى العلة فى الكسوف، فذلك بين ظاهر، إذ كان وجود الأرض فى الوسط مأخوذا فى قول الكسوف. فهو إذاً بيت أن بهذا يعلم ذاك، لا هذا بذاك.

أو يمكن أن يكون الشىء واحدا بعينه 〈وله〉 علل كثيرة؟ وذلك أنه وإن كان قد يحمل شىء واحد بعينه على أشياء كثيرة أولا: فليكن ا (الحيوان) أنها موجودة أولا (أى بلا توسط) لـ ٮ (الناطق) و لـ حـ (غير الناطق) وليكن هذان موجودين لـ ى (للانسان) و ه (الغراب). فـ ا إذن موجودة لـ ى هـ. والعلة أما لـ ى فـ ٮ؛ وأما لـ هـ فـ حـ. فلذلك عندما تكون العلة موجودة قد يلزم أن يكون الأمر موجودا. وإذا كان الأمر موجودا، فليس من الاضطرار أن يكون كل ماهو علة أى شىء كان، لكن أن تكون علة، غير أنه ليس كلا.

فنقول إن المسئلة دائما هى كلية، والعلة هى كل ما، والأمر الذى العلة علته هو كلى — مثال ذلك أن انتثار الورق هو موجود على الانفراد لكل ما، وإن كان له أنواع. وهو موجود لهذه على طريق الكلية: إما للنبات، وإما لهذا النبات. فالأوسط إذن والأمر الذى العلة علته فى هذه قد يجب أن يكونا متساويين وبنعكسا بالتساوى — مثال ذلك: لم صار الشجر ينثر ورقه؟ — إن كان ذلك لانعقاد الرطوبة، فقد يجب إن نثرت الشجرة ورقها أن يوجد انعقاد الرطوبة؛ وإن وجد الانعقاد لا لكل ما اتفق، لكن للشجر الذى ينثر ورقه.