Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Analytica Posteriora (Posterior Analytics)

〈هل يمكن العلل المختلفة أن تنتج معلولا واحدا〉

فليت شعرى: قد يمكن أن تكون لشىء واحد بعينه فى الكل لاعلة واحدة بعينها، لكن علل مختلفة، أم لا يمكن؟ فنقول فى جواب ذلك إنه إن كان قد تبين من أمر العلة أنها بذاتها لا على طريق العلامة وبطريق العرض فذلك مما لا يمكن، وذلك أن الأوسط هو قول الطرف؛ وإن لم يكن هكذا فقد يمكن.

ويجوز أن نبحث عن الأمر الذى العلة علته، وعن الأمر الذى العلة له على طريق العرض؛ وليس يظن بهذه أنها مسائل. وإلا كان يوجد لها الأوسط على مثال واحد إن كانت متفقة أسماؤها، فالأوسط لها اسم مشترك؛ وإن كان على طريق الجنس، فهو لها على مثال واحد. مثال ذلك: لم صارت إذا بدلت هى أيضا متناسبة؟ وذلك أن العلل فى ذلك فى الخطوط والأعداد هى مختلفة وهى واحدة بعينها: وذلك أن بما هى خطوط هى مختلفة. وأما من طريق ما يتزيد هذا الضرب من التزيد فهى على هذا النحو واحدة بعينها فى جميعها.

وأما العلة فى أن يكون اللون يشبه اللون فهى غير العلة فى أن يكون الشكل يشبه الشكل؛ وذلك أن الشبيه فى هذه هو اسم مشترك. فإن الشبيه أما فى الأشكال فلعلة هو أن تكون أضلاع متناسبة وزواياه متساوية، وأما فى الألوان فبأن يكون الجنس واحدا أو شيئا آخر مثل هذا.

والأشياء التى هى بالتناسب واحدة بأعيانها فالأوسط موجود لها أيضا على طريق التناسب. فأما فى العلة والأمر الذى العلة علته، والأمر الذى العلة له هى لازمة بعضها بعضا، فالحال فيها هذه الحال، وهى أنك إن أنت أخذت الشىء الذى العلة علته فى الجزئية فهو أكثر (مثال ذلك أن تكون زواياه الخارجة مساوية لأربع قوائم هى أزيد مما المثلث والمربع)، فأما إذا أخذت جميعها فهى بالتساوى (وذلك أن جميع الأشياء التى زواياها الأربع الخارجة مساوية لأربع زوايا قائمة بالأوسط على مثال واحد. والأوسط الأول هو قول الطرف الأول، من قبل أن جميع العلوم إنما تكون بالحدود — مثال ذلك انتثار الورق هو لازم للكرم ويفضل عليه هو أيضا لازم للبنية ويفضل عليها، لكن ليس يفضل على جميعها، لكنه مساولها إن أخذ الإنسان أن الأوسط الأول هو قول: انتثار الورق. وذلك أنه يكون الأوسط الأول الذى على أحدها جميعا. وأيضا الأوسط لهذا انعقاد الرطوبة أو شىء آخر من أشياء هذه. ما هو انتثار الورق؟ — هو انعقاد اللبن المتصل بالبذر.

وأما فى الأشكال فهكذا تكون التوفية للذين يطلبون اتصال العلة والأمر، أى ما العلة علته. فلتكن ا (أى الحيوان) موجودة لكل ٮ (الحساس). ولتكن ٮ لكل واحد من ى (المتحرك بإرادة) وتفضل علته فـ ا لـ ٮ تكون كلية لـ ى (وذلك أنى إنما أسمى كليا لما لم يرجع بالتساوى، وأما الكلى الأول فأسمى ما لم ينعكس عليه كل واحد بالتساوى)، وجملتها منعكسة عليه مساوغة له. فـ ٮ هى العلة فى أن تكون ا موجودة لـ ى. فقد يجب إذن أن تكون ا لا تفضل فى وجودها لـ ى وامتدادها معها على ٮ، وإلا لم تكن هذه علة تلك خاصةً، أعنى علة الموضوع. فإن كانت ا موجودة لجميع الهاءات، فتكون تلك كلها شيئا واحدا هو شىء آخر غير ٮ، و 〈إلا〉 فكيف يوجد السبيل إلى القول بأن كل ما يوجد له هـ يوجد له ا ؟ وليس كل ما يوجد له ا يوجد له هـ، فلم لا توجد علة ما كما ا لـ ى؟ وذلك أنها موجودة لجميع الدالات؛ فهاءات إذن تكون معا شيئا واحدا. فقد يجب أن نبحث عن هذا؛ وليكن هذا حـ.

فقد يمكن إذن أن تكون علل كثيرة هى علل شىء واحد بعينه؛ إلا أنه ليس على أنها علل أشياء واحدة بأعيانها فى النوع — مثال ذلك العلة فى أنها طويلة الأعمار: أما لذى أربع فألا تكون لها مرارة، وأما الطيور فهو 〈أن تـ〉ـكون يابسة أو شيئا آخر.