Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Analytica Priora (Prior Analytics)

〈الكم فى المقدمات〉

فقد يعرض أن نختدع مرارا كثيرة فى المقاييس من جهة أنه يعرض شىء اضطرارى كما قيل أولاً. وقد تعرض أحيانا الخدعة من تشابه وضع الحدود الذى لا ينبغى أن نغفله، مثل أنه إن كانت ا مقولة على ٮ، و ٮ مقولة على حـ، فإنه يظن أنه إذا كانت الحدود هكذا يكون قياس، ولكنه ليس يكون عن ذلك شىء اضطرارى ألبتة ولا قياس. فليكن ا أزليا، وٮ أرسطومانس متوهما وحـ أرسطومانس، فهو حق أن تكون ا فى ٮ، لأن أرسطومانس هو متوهم أبدا؛ وهو حق أن تكون ٮ فى حـ، لأن أرسطومانس هو أرسطومانس متوهما. وأما ا فغير موجودة فى حـ لأن أرسطومانس فى طبيعته يتلف، لأنه لم يكن قياس إذا كانت الحدود على هذه النسبة، لكن كان ينبغى أن تؤخذ مقدمة ا ٮ كلية، ولكن هو كذب أن يقضى بأن كل أرسطومانس متوهم هو أبدا، إذ كان أرسطومانس فى طبيعته أن يتلف. — وأيضا فليكن حـ ميقالوس، ولكن ٮ ميقالوس موسيقوس، و ا إن يتلف غدا فهو حق أن يقال إن ٮ على حـ، لأن ميقالوس هو موسيقوس ميقالوس. وهو حق أيضا أن يقال ا على ٮ، لأنه يتلف غدا موسيقوس ميقالوس. فأما أن يقال ا على حـ فهو كذلك. وهذا المثال والمثال الذى قبله واحد، لأنه ليس يحق أن يقال إن كل ميقالوس موسيقوس يتلف غدا، لأنه لم يكن القياس يكون من غير أن تكون هذه المقدمة كلية.

وهذه الخدعة تكون من الفصل الخلفى اليسير: لأنه: «إذ كان هذا فى هذا موجودا»، كأنه ليس ينفصل من القول: «إن هذا فى كل هذا موجود» — يسلم أن يكون قياس.