Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Analytica Priora (Prior Analytics)

بسم الله الرحمن الرحيم المقالة الثانية من انالوطيقا الأولى 〈خصائص القياس. — النتائج الكاذبة. — أنواع الاستدلال الشبيهة بالقياس.〉

〈تعدد النتائج فى الأقيسة〉

قد بينا فى كم شكل، وبأى مقدمات، وكم، ومتى، وكيف يكون كل قياس؛ وأيضا ما الأشياء التى ينبغى أن ننظر فيها فى إثبات الشىء ويقضه، وكيف ينبغى أن نبحث عن الشىء المطلوب فى أى صناعة؛ وأيضا بأى سبيل نأخذ أوائل الأشياء. فلأن المقاييس منها كلية ومنها جزئية، فإن الكلية أبداً تجمع أشياء كثيرة؛ وأما الجزئية فالموجبة منها تجمع أشياء كثيرة، وأما السالبة فإنها تجمع النتيجة فقط، لأن المقدمات الأخر تنعكس. وأما السالبة فليس تنعكس، والنتيجة هى شىء مقول على شىء. فالمقاييس الأخر إذن تجمع أشياء كثيرة، مثل أنه إن تبين أن ا مقولة على كل ٮ أو على بعضها، فإن ٮ بالضرورة تكون مقولة على بعض ا، وإن لم تكن ا مقولة على شىء من ٮ فإن ٮ لا تكون مقولة على شىء من ا، وذلك بخلاف ما تقدم. فإن لم تكن ا فى بعض ٮ، فليس بالضرورة ٮ غير موجودة فى بعض ا، لأنه قد يمكن أن تكون فى كلها.

فهذه علة عامية لكل المقاييس الكلية والجزئية. وقد يمكن أن نتكلم فى المقاييس الكلية على ضرب آخر: أن قياسا واحدا يكون فى الحدود الموضوعة للحد الأوسط وللنتيجة، مثل أنه إن كانت ا حـ نتيجة بتوسط ٮ، فإن كل ما هو موضوع ل ٮ أو ل حـ فبالاضطرار على كله يقال ا، لأنه إن كانت ٮ مقولة على د، و ا مقولة على كل ٮ، فإن ا تكون مقولة على كل د. وأيضا إن كانت حـ مقولة على كل ھ و ا مقولة على كل حـ، فإن ا مقولة على كل ھ. وكذلك يعرض إذا كان القياس سالبة. — وأما فى الشكل الثانى فإن القياس إنما يكون فيما هو موضوع النتيجة فقط، مثل أنه إن لم تكن ا مقولة على شىء من ٮ ومقولة على كل حـ فإن النتيجة أن ٮ ليست مقولة على شىء من حـ. فإن كانت د موضوعة ل حـ فإنه يتبين أن ٮ ليست مقولة على شىء من د. وأما أن ٮ ليست مقولة على ما هو موضوع ل ا، فإنه ليس يتبين بقياس. وإن كانت ٮ ليست مقولة على ھ، إذ كانت ھ موضوعة ل ا: ولكن أن ٮ ليست مقولة على شىء من حـ قد يبين بقياس، وأما أن لا تكون ا مقولة على ٮ فإن ذلك خذ بلا برهان. فإذن ليس من أجل القياس يعرض ألا يكون ٮ مقولة على ھ.

فأما فى المقاييس الجزئية فإنه لا يعرض مما هو موضوع النتيجة شىء باضطرار، لأنه لا يكون قياس إذا أخذت هذه المقدمة جزئية. وأما إن كان موضوعا للأوسط فيكون قياس، غير أنه ليس يكون من أجل القياس مثل أنه إن كانت ا مقولة على كل ٮ 〈و〉 ٮ مقولة على بعض حـ فإن ما كان موضوعا ل حـ ليس عليه قياس؛ وما كان موضوعا ل ٮ يكون عليه قياس، ولكن ليس من أجل القياس المتقدم. وكذلك يعرض فى سائر الأشكال، لأن كل ما كان موضوعا للنتيجة ليس يكون عليه قياس؛ وأما الآخر فيكون عليه قياس، غير أنه ليس من أجل القياسات. وفى القياسات الكلية كان يتبين ما كان موضوعا للحد الأوسط من مقدمة غير مبرهنة. فإذن إما ألا يكون ثمت قياس، وإما ثم وهاهنا.