Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Analytica Priora (Prior Analytics)

〈الحدود المجردة والحدود العينية〉

وقد يعرض مرارا كثيرة الكذب من جهة فساد وضع الحدود فى المقدمة، مثل أنه إن كانت ا صحة وكانت ٮ مرضا وحـ إنسانا، فهو حق أن يقال إن ا ليس يمكن أن تكون موجودة فى شىء من ٮ، لأنه ليس شىء من المرض صحة. وأيضا حق أن يقال إن ٮ فى كل حـ (لأنه ليس كل إنسان قابلا للمرض). فقد يظن أنه يعرض أنه ليس يمكن أن توجد الصحة فى واحد من الناس. وعلة ذلك من أن وضع الحدود ليس كما ينبغى، لأنه إن وضع بدل الحالات، القابلة للحالات، ليس يكون قياس: مثل أنه إن وضع بدل «الصحة»: «صحيحا» 〈، وبدل «المرض»: «مريضاً». لأنه ليس حقاً أن يقال أنه من المستحيل على المريض أن يصح〉. فإن لم يؤخذ ذلك ليس يكون قياس إلا للممكن، وذلك ليس بمجال، لأنه يمكن ألا تكون صحة فى واحد من الناس. 〈وأما فى الشكل الثانى، فالكذب يعرض بالطريقة عينها: ليس من الممكن أن توجد الصحة فى بعض المرض، لكن من الممكن أن توجد فى كل إنسان؛ وإذن فالمرض ليس فى واحد من الناس〉. — وأما فى الشكل الثالث فيعرض الكذب فى الممكن، لأن الصحة والمرض والعلم والجهل وفى الجملة الأضداد يمكن أن تكون فى شىء واحد، ومحال أن يكون بعضها فى بعض. وذلك غير موافق لما قد فيل فيما تقدم، لأنه حين كانت أشياء ممكنة فى شىء واحد كانت ممكنة بعضها فى بعض.

فهو بين أن فى كل هذه الأقوال إنما تكون الخدعة من وضع الحدود، لأنه إذا أخذ بدل الحالات، القابلة للحالات، ليس يعرض كذب ألبتة. فهو بين أن فى مثل هذه المقدمات ينبغى أن يؤخذ ذو الحال بدل الحال ويصير حدا.