Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: Ars Medica (The Art of Medicine)

إنّ الكسر هو تفرّق اتّصال العظم. وهو لا يبرأ بطريق الغرض الأوّل، لكنّه يبرأ بطريق غرض ثانٍ.

والغرض الأوّل هو الالتحام، وليس يمكن أن يكون الالتحام في العظم لصلابته. والغرض الثاني هو ارتباط أجزاء العظم التي تفرّقت. وقد يمكن أن يكون ذلك الارتباط بدشبد يثبت على العظم الذي انكسر، ويستدير عليه حتّى يربطه. وتولّد ذلك الدشبد مشارك لتوليد غيره في أنّه يكون من حضور مادّة، ومن فعل الطبيعة، إلّا أنّه لمّا كان جوهره قريباً من جوهر العظم، كان تولّده من غذاء العظم.

وأمّا العظم الليّن في الصبيّ فقد يمكن أن يلتحم.

وقلّ ما يكون هذا المرض وليس معه مرض آخر غيره. وذلك أنّه إذا انكسر العظم، فالعضل الذي يليه، وسائر الأجرام التي تتّصل بالعظم تألم معه، فيصير لعلاج المرض غرضان: أحدهما: يؤخذ من العظم، والآخر يؤخذ من الأجسام التي حوله.

وسنذكر هذه الأغراض عند ذكرنا تفرّق الاتّصال المركّب الكائن في الأعضاء اللحميّة.

وأمّا الآن فينبغي أن نتكلّم في الكسر، فأقول:

إنّه لمّا كان انجبار الكسر إنّما يكون بالدشبد، ويحتاج في تولّد ذلك الدشبد إلى غذاء من غذاء العظم، فقد ينبغي أن تجد الطبيعة فضلاً من ذلك الغذاء ليتولّد منه الدشبد. وينبغي أن يكون ذلك الفضل معتدلاً في كيفيّته، وكمّيّته. ولذلك قد ينبغي أن يطعم صاحب الكسر من الأطعمة ما يجعل الدم الذي يجري إلى العظم في كمّيّته، وكيفيّته بحسب ما يصلح أن يتولّد منه الدشبد. ولأنّ ذلك الدم قد يجري في مواضع العظم المتخلخلة ينبغي أن نتفقّد كمّيّته، وكيفيّته. وعلى حسب ذلك نميل الغذاء إلى اليبس، أو إلى الرطوبة.

وسأشرح ذلك، وأبيّنه بياناً أكثر في كتاب حيلة البرء.