Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: Ars Medica (The Art of Medicine)

وقد ينبغي أن نتبع ذلك بذكر العلامات، فأقول: إنّ العلامات أيضاً منها للصحّة، ومنها للسقم، ومنها للحال التي ليست صحّة، ولا سقماً.

فالعلامات التي هي للصحّة هي التي تدلّ على الصحّة الحاضرة، وتنذر بها قبل أن تكون، وتذكر بها بعد أن كانت.

وعلامات المرض هي التي تدلّ على المرض الحاضر، وتنذر بالمرض الكائن قبل أن يكون، أو تذكر بالذي قد كان.

وعلى هذا المثال فإنّ علامات الحال التي ليست بصحّة، ولا مرض هي التي تدلّ على تلك الحال إذا كانت حاضرة، أو تنذر بها قبل أن تكون، أو تذكر بها بعد أن قد كانت.

وهي التي إمّا أن لا تدلّ على شيء بتّة من أمر إحدى الحالين، أو أن لا تكون أولى بأن تدلّ على إحدى حالي الصحّة والمرض منها على الأخرى.

أو التي تدلّ من وجه على حال الصحّة، ومن وجه على حال السقم.

أو التي تدلّ مرّة على حال الصحّة، ومرّة على حال السقم.

وهذه أيضاً يجري أمرها على الأزمان الثلثة على مثال ما جرى أمر علامات الصحّة، وعلامات المرض.

ونحن وإن كنّا قد خصّصنا العلامات التي تدلّ على الشيء الحاضر باسم الدالّة، والعلامات التي تدلّ على الشيء المستأنف بالمنذرة، والعلامات التي تدلّ على الشيء الذي قد كان بالمذكّرة، فقد نجد القدماء ربّما سمّوا جميع العلامات منذرة، وإن كانت إنّما تدلّ على شيء حاضر، أو على شيء قد كان.

وأعظم الحاجة إنّما هي إلى العلامات الدالّة على الشيء الحاضر، أو على الشيء المستأنف.

فأمّا الحاجة إلى العلامات المذكرة بما قد كان فأقلّ من تلك.