Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: Ars Medica (The Art of Medicine)

فأمّا إذا كان مركّباً، فأوّل ما يتركّب مع القرحة التجويف.

وقد يظنّ قوم أنّ ذلك ليس هو مرض آخر غير القرحة، وإنّما هو صنف من أصنافها، وليس التجويف صنفاً من أصناف القرحة، لكنّه جنس آخر من المرض يذهب فيه من جوهر العضو شيء.

ولمّا كان هذا المرض مركّباً من مرضين، احتاج إلى أن يكون مركّباً من غرضين. وذلك أنّ تفرّق الاتّصال يحتاج إلى الالتئام، وذهاب ما ذهب من جوهر العضو يحتاج إلى أن يتولّد، ويعود.

وقد وصفنا قبيل الأغراض في تولّد الجوهر، ونفس الشيء يدلّك أنّه إنّما ينبغي لك أن تقصد أوّلاً إلى هذا المرض، أعني النقصان، ثمّ تروم التئام تفرّق الاتّصال. إلّا أنّه إذا امتلأ ذلك الموضع الأجوف، وساوى سطح الجلد، عرض أن يبطل أحد الغرضين. وذلك أنّ اللحم الذي يتولّد في القرحة، إذا صار فيما بين شفتيها، فليس يمكن أن تلتئم تلك الأجزاء التي كانت متفرّقة بعضها إلى بعض.

وينبغي أن تحتال في استخراج غرض آخر للبرء. واستخراج ذلك الغرض يكون من الأمر الطبيعيّ الذي ينبغي أن يفعل في العضو. وقد كان العضو في طبعه إن كان مغطّىً بجلد، فينبغي أن يفعل ذلك فيه. فإن كان هذا الغرض لا يمكن أن يتمّ، فينبغي أن يعمل شيء شبيه بالجلد.

فينبغي أن يحتال لسطح ذلك اللحم أن يصير شبيهاً بالجلد. وإنّما يصير كذلك إذا جفّ، وصلب. ولذلك تحتاج القروح التي قد امتلأت لحماً حتّى تندمل إلى أدوية تجفّف، وتقبّض من غير تلذيع.

وكذلك أيضاً إن تولّد في القرحة وسخ، فينبغي أن يكون غرضك جلاء ذلك الوسخ. والدواء الجالب للصحّة حينئذٍ هو الدواء الجلّاء.

وقد ذكرت الأدوية التي تجلو في الكتب التي وصفت فيها أمر الأدوية.

وكذلك أيضاً إن كان مع القرحة ورم حارّ، أو صلب، أو رخو، أو شدخ، فينبغي أن تقصد أوّلاً لعلاج هذه الأمراض بالطرق التي سنصفها.

وكذلك أيضاً إن كانت تتحلّب إلى القرحة رطوبة، فينبغي أن تعالج ذلك بما يصلح لحسم ما يجري، ويتحلّب.

وكذلك أيضاً إن كان مزاج العضو الذي فيه القرحة قد فسد، فينبغي أن نقبل أوّلاً قبل الأدوية التي تصلح فساد مزاجه.

وقد نكتفي في هذا الباب بما وصفنا.