Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: Ars Medica (The Art of Medicine)

ومتى كانت الكبد باردة يابسة، فإنّ البدن يكون قليل الدم، ضيّق العروق، بارداً، ويكون ما دون الشراسيف عارياً من الشعر، إلّا أن يغلب القلب.

وأمّا الأنثيان فإنّ مزاجهما إذا كان حارّاً، فإنّ صاحبهما يكون صاحب باه، كثير التوليد للذكور، منجباً، ويسرع فيه نبات الشعر في أعضاء التوليد، ويتّصل بما حولها.

وإذا كان مزاجهما بارداً، فإنّ علاماته أضداد هذه التي وصفنا.

وإذا كان مزاجهما رطباً، فإنّ صاحبهما يكون غزير المنيّ، رطبه.

وإذا كان مزاجهما يابساً، فإنّ صاحبهما يكون قليل المنيّ، ويكون منيّه إلى الغلظ قليلاً.

وإذا كان مزاجهما حارّاً يابساً، فإنّ المنيّ يكون على أغلظ ما يكون، ويكون صاحبهما كثير التوليد جدّاً، ويهيج للجماع سريعاً جدّاً في أوّل مراهقته. وينبت له الشعر في مواضع الأعضاء المولدة سريعاً، وفي جميع ما حولهما. ويتّصل من فوق إلى نواحي السرّة، ومن أسفل إلى وسط الفخذين. وصاحب هذا المزاج يهيج لطلب الجماع بقوّة، إلّا أنّه يكلّ، وينقطع سريعاً. فإن حمل على نفسه، واستكرهها، ناله من ذلك ضرر.

ومتى اجتمعت مع الحرارة في الأنثيين رطوبة، فإنّ الشعر يكون في صاحبهما في مواضع التوليد أقلّ، ومنيّ هذا أكثر، إلّا أنّ شهوته للجماع ليست بأكثر من غيره.

ويحتمل الجماع الكثير من غير أن يناله منه مضرّة. فإن زادت الكيفيّتان جميعاً زيادة كثيرة، أعني الرطوبة والحرارة، لم يقدر صاحب هذا المزاج أن يمتنع من الجماع من غير أن تناله مضرّة.

ومتى كان مزاج الأنثيين بارداً، رطباً، كان ما حولهما عارياً من الشعر، ويبطئ صاحبهما من أوّل استعماله للجماع، ولا يكاد أيضاً أن يهشّ له. ويكون منيّه مائيّاً، رقيقاً، قليل التوليد، مولّداً للإناث.

ومتى كان مزاج الأثنيين بارداً، يابساً، فأمر صاحبهما في سائر أحواله كحال الذي قبله، إلّا أنّ منيّه يكون أغلظ، ويكون قليلاً، وتحاً جدّاً.