Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Ars Poetica (Poetics)

١١ — والانقلاب هو التغير إلى ضد الأعمال السابقة، ويكون على سبيل الرجحان أو بطريق الضرورة، مثال ذلك أن الرسول الذى يجئ إلى أوديبوس فى تراجيدية «أوديبوس» ليبشره ويخلصه من خوفة على أمه لا يكاد يظهر من هو حتى يأتى بضد ما أراد. وكذلك فى تراجيدية لنقيوس إذ يقاد لنقيوس إلى الموت ويتعبه داناوس ليقتله فينتج عن هذه الأعمال أن يقتل هذا وينجو ذاك.

أما التعرف فهو — كما يدل عليه اسمه — التغير من جهل إلى معرفة، تغيراً يفضى إلى حب أو كره بين الأشخاص الذين أعدهم الشاعر للسعادة أو للشقاء. وأحسن التعرف ما اقترن بالانقلاب، كما هو الشأن فى قصة «أوديبوس». وثمة أنواع أخرى من التعرف. فقد يقع ذلك فى الجهادات حتى أهونها شأناً. ومن التعرف أيضاً أن يعلم أن شخصاً قد فعل أمراً أو لم يفعله. ولكن التعرف الأليق بالقصة والفعل هو ذلك الذى ذكرناه. فإن ذلك التعرف والانقلاب يحدث شفقة أو خوفاً، والأفعال التى تحدث الشفقة أو الخوف هى ما تعتمد التراجيديا محاكاته. ثم إن الشقاء والسعادة يحصلان من مثل هذه الأفعال. وإذا كان التعرف بين أشخاص فقد يحدث من واحد للآخر فقط، وإذا كان أحدهما يعرف صاحبه، وربما وجب أن يتعرف كلاهما الآخر، كما أن أورستيس عرف إيفيجانيا من إرسال الكتاب، غير أنه كان يلزم تعرف آخر من إيفيجانيا لأورستيس.

فللقصة جزءان يدوران حول مثل هذه الأشياء، وهما الانقلاب والتعرف، والتأثير جزء ثالث. وقد تكلمنا فى الانقلاب والتعرف، أما التأثير فهو فعل يتضمن الموت والعذاب، كأفعال الموت على المسرح وكالآلام الشديدة والجراح وما إلى ذلك.

والإدارة (١٦) هى التغير إلى مضادة الأعمال التى يعملون كما قلنا، وعلى طريق الحق وبطريق الضرورة؛ (١٧) مثل ما أنه لما جاء إلى أديفوس على أنه يفرح بأديفوس وينقذه من خوف وفزع (١٨) أمه، فإنه أتى بالشعر على ضد ما عمل، وهو أنه عندما كان يجاء به فى محنة، (١٩) من قبل أنه كان مزمعاً أن يموت، فإن دناوس لما جاء خلقه ليقتله أما هذا — على ما (٢٠) ذكر فيما كتب به من ذلك — عرض له أن يموت، وأما ذاك يعرض له أنه سلم ونجا. وأما (٢١) الاستدلال [كما] على ما يدل وينبئ الاسم نفسه، فهو العبور من لا معرفة إلى معرفة، (٢٢) التى هى نحو الأشياء التى تحدد بالفلاح والنجح أو برداءة البخت والعداوة لها. والاستدلال (١٣٧ا) الحسن يكون متى كانت الإدارة دفعةً. بمنزلة ما يوجد فى سيرة أوديفس وتدبيره. وقد يوجد (٢) للاستدلال أصناف أخر: وذلك أنها قد توجد عند غير المتنفسة، وإن كان الإنسان يعمل شيئا (٣) وإن لم يكن يعمل شيئا فإنه يعرض له الاستدلال على الحالين. لكن هذه منها خرافة (٤) خاصة، وهذه هى خاصةً عمل، أعنى ما قيل. ومثل هذا الاستبدلال والإدارة إما تكون معه (٥) رحمة وإما خوف، مثل ما أنه وضع أن العمل المديحى هو التشبيه والمحاكاة. وأيضاً (٦) الفلاح والنجح وألافلاح ونجح فى 〈مثل هذه〉 يعرضان.

من قبل 〈أن〉 الاستدلال، لقوم ما، هو استدلال (٧) من إنسان ما إلى رفيقه، وهو يكون عندما يعرف ذاك الأمر هو فقط. وأما (٨) متى كان يجب أن يكون كليهما يستدلان ويتعرفان — مثل ما استدلت ووقفت (٩) المرأة المسماة أفاغانيا على أورسطس من إنفاذ رسالته، أما ذاك فكان يحتاج (١٠) إلى الاستدلال وتعرف آخر، أعنى فى أمر أفاغانيا.

فهاتان اللتان خبرنا بهما هما (١١) جزءا الخرافة وحكاية الحديث، أعنى الاستدلال والإدارة، والجزء الثالث هو انفعال (١٢) الألم والتأثير. والألم والتأثير هو عمل مفسد موجع، بمنزلة الذين تصيبهم مصائب (١٣) من الموت والعذاب والشقاء وأشباه هذه.