Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Ars Poetica (Poetics)

وأما فى العادات فلنتكلم الآن. فنقول: إن العادات (٥) التى منها يتعرف الحق ويستدل عليه أربع: الأول منها هو أن تكون العادات جياداً، ويكون (٦) كل واحد منها إن كان قول الأمر الذى هو أعرف قد يؤثر بالفعل الإرادى فى الاعتقاد — (٧) شيئاً ما — أن يكون حال كل واحد من العادات هذه الحال. والخير والجيد إن كان موجوداً فهو موجود (٨) خيراً فى كل جنس: وذاك أنه هذا (٩) منهم رذل وهذا مزيف. والثانى ذاك الذى يصلح: وذلك أن العادة التى هى للرجال قد توجد، (١٠) إلا أنها لا تصلح للمرأة، ولا أيضاً أن ترى فيها ألبتة. والثالثة الشبيه: وذلك أن الذى له هذه (١١) العادة غير ذلك الذى له عادة جيدة، إذ كان قد يصلح أن يفعل كما تقدم فقيل. (١٢) وأما الرابعة فذاك المتساوى: وذلك أنه إن كان إنسان مما يأتى بالتشبيه والمحاكاة (١٣) 〈غير〉 مساو، ووضع مثل هذا الخلق كذلك على جهة التساوى، فقد يجب أن يكون غير مساو.

(١٤) وأيضاً أما مثال رذيلة العادة فليس هو ضرورى، وذلك كما كانت الرحمة لأورسطس (١٥) والحزن عليه. وما كان غير لائق هو أنه ما كان يصلح ويطابق، مثل نوح أوديسوس على (١٦) المعروفة بإسقلى البحرانية، ولا أيضاً النضنضة وتلخيش المعروفة (١٧) بميلانا فى فأما الذى للأمتساو فكحال إيفيغانيا فى دير المعروف ببنات آوى، وذلك (١٨) أنه ما تشبهت تلك التى كانت تتضرع بتلك الأخيرة.

وقد يجب أن نطلب دائماً مجرى التشابه (١٩) كما نطلب ذلك فى قوام الأمور أيضاً: إما ما هو على الحقيقة، وإما ما هو ضرورى، وإما الشبيه. (٢٠) وعند هذه تكون العادة ضروريةً أو شبيه. ومن البين أن أواخر الخرافات إنما (٢١) ينبغى أن تعرض لها وتنوبها من العادة نفسها، وليس كالحال فيما كان من الحيلة عند ميديا، (٢٢) وكما كان مما كان إلى إيليس من انقلاب المراكب (لا للغرق). لكن إنما ينبغى أن تستعمل نحو خارج (٢٣) القينة وآخرها الحيلة: إما بمقدار ما احتملوا هؤلاء المذكورين، وإما بمبلغ ما لا يمكن الإنسان (٢٤) أن يقف ويعرف، أو بمبلغ ما يحتاجون أخيراً فى المقولة أو القول، وذلك أن كل شىء تسلم إلى الآلهة (١٣٩ب) ترى وتبصر. فأما ما هو خارج عن النطق فلا ينبغى أن يكون فى الأمور وإلا كان هذا المعنى (٢) خارجاً عن المدائح، بمنزلة ما كان ما أتى به أوديفس من محاكاة سوفوقلس حريصاً.

(٣) والتشبيه والمحاكاة هى مدائح الأشياء التى هى فى غاية الفضيلة، أو كما يجب أن يشبهوا المصورون (٤) الحذاق الجياد وذلك أن هؤلاء بأجمعهم عندما يأتون بصورهم وخلقهم، من حيث يشبهون، (٥) يأتون بالرسوم جياداً، كذلك الشاعر أيضاً عندما يشبه الغضابى والكسالى يأتى (٦) هذه الأشياء الأخر التى توجد لهم فى عاداتهم؛ فعلى هذا ينبغى للحذاق أن يأتوا بمثال الصعوبة، (٧) بمنزلة ما أبان أوميروس من خير أخيلوس. وهذه ينبغى أن تحفظ، ومع هذه أيضاً (٨) الإحساسات التى تلزمهم فى صناعة الشعر من الاضطرار. وذلك أنه كثيراً ما قد (٩) يكون فى هذه زلل وخطأ، وقد تكلم فيها كلاماً كافياً فى الأقاويل التى أتى بها.