Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Ars Poetica (Poetics)

〈الملحمة: أنواعها وأوزانها〉

وأيضاً هذه الألهة صنعت الأفى فى المديح دائماً؛ و〈هى〉 إما بسيطة، وإما مركبة وإما انفـ〈عا〉لية بالأجزاء وهذه هى خارجة عن نغمة الصوت والبصر، وذلك أنه قد تدعو الحاجة إلى الفراس والعناية والانفعالات من حيث تكون [لا] للآراء والمقولات قوام؛ وبالجملة هذه التى كان يستعملها أوميروس أول الشعراء وعلى الكفاية. وذلك أن شعر كلتيهما هو مركب، وأما «إيلياذا» فبسيطة وانفعالية، وأما القصيدة 〈المسماة «أودسيا»〉 فمركبة، وهى التى تدل بالكنية على العادات ومع هذه هى دالة باللفظ والذهن على كل فعل.

وصنعة الأسطر والوزن مختلفة فى طول قوامها. والحد الكافى للطول هو ذلك الحد الذى قيل، وهو الذى فيه الإمكان فى الابتداء والآخر، وهذا هو الذى جميع تراكيب القدماء تقصر وتنقص، وأما نحو المديحات التى لها مؤانسة واحدة يؤتى بها أكثر، ولها أيضاً، أعنى صنعة الأفى المنسوبة إلى ايلين وأن يمتد فى طولها كثير، من قبل أنه فى المديح لا يمكن أن يكون غير ما كانت تقتص ويتحدث بها أن تتشبه بأجزاء كثيرة، لكن بذلك الجزء الذى من المسكن وبالجزء المأخوذ من المرائين؛ وأما فى صناعة أفى فيمكن ذلك من قبل أن المعنى للشعر فيها هو اقتصاص عظيم، حتى إنه يوجد لها فى عظم البهاء والأخلق هذا الخير، وهو أنها تغير السامع فتدخل علل اللاشبيه من قبل أن الشبه يستتم سريعاً، وتصير بالمديحات إلى أن تقع.

أما وزن النشيدات فانما وقعت من التجربة، وذلك أن الإنسان إن هو أتى وغـ〈ـيرا〉 قتصاص ما والتشبيه الذى بالكثير، فانه يرى غير لائق ولا خليق، من قبل 〈أن〉 وزن النشيد هو أكثر ارتكازاً وأكثر له قراراً من جميع الأوزان، ولذلك قد تقبل أيضا الألسن والتأديات والانتقالات وجميع الزيادات جدا جداً، من قبل أن التشبه الداخل فى باب الحديث والقصص هو آخر الأشياء. وأما الشعر المعروف بايانبو فهو ذو أربعة أوزان من الحركات اثنتان أعنى الباحسة والعميلة. وأيضاً من القبيح إن لم يعرف بمنزلة خاريمون من قبل ليس يوجد إنسان صنع قواماً طويلا فى وزن آخر غير الوزن الذى فى النشيد؛ لكن، كما قلنا، إن الطبيعة تفيدنا ما هو موافق له فى هذه التى هى بالاختيار.

وأما أوميروس فهو مستحق للمديح والتقريظ فى أشياء أخر تقريظاً كثيراً، إذ كان هو وحده فقط من بين جميع الشعراء ليس يذهب عليه ما ينبغى أن يفعل. وقد ينبغى للشاعر أن يكون ما يتكلم به يسيراً قليلا، وذلك أنه ليس هو فى هذه مشبه محاك. فأما الشعراء الأخر فمنهم من يجاهده جداً ويكون له تشبيه وحكاية فى أشياء يسيرة، وأما ذلك فمن حيث إنما عمل صدراً يسيراً فهو 〈يقدم〉 على إدخال رجل أو امرأة أو عادة فى حكايته من ساعته من حيث لا يأتى 〈فى ذلك〉 بشىء لم يعتد، لكن ما قد اعتيد.

وقد يجب أن يعمل فى المديحات ما هو عجيب، وهذا 〈يكون〉 خاصة فى صنعة أفى، وهى التى الأمر العجيب فيها يعرض فى تقسيمها من قبل أنه لا ينظر نحو العامل. ومن بعد هذه يؤتى به نحو هزيمة اقطور، كما يؤتى فى المسكن الاستهزاءات والمضحكات من حيث يرى إما بعضها وهو قائم وقف ولا يطلب ويتبع المرئى، وأما ذاك فمن حيث يخطر. وأما فى «أفى» فقد يخفى ولا يشعر به. وأما الأمر العجيب فهو من هواا ومى أو أمر... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...