Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Ars Poetica (Poetics)

ولما كان الذين يحاكون ويشبهون قد يأتون بذلك (١٠) بأن يعملوا العمل الإرادى فقد يجب ضرورةً أن يكون هؤلاء إما أفاضل وإما أراذل. وذلك أن العادات (١١) والأخلاق مثلاً هى تابعة لهذين فقط، وذلك أن عاداتهم وأخلاقهم بأجمعهم إنما الخلاف بينها بالرذيلة (١٢) والفضيلة. ويأتى بالحكاية والتشبيه إما الأفاضل منا وإما الأراذل وإما من كانت (١٣) حاله فى ذلك كما يشبه المصورين فى صنائعهم: أما الأخيار منهم للأخيار والأشرار للأشرار. (١٤) كما [أما] أن فاوسن حاكى الأشرار وشبه وأما ديونوسيوس كان يشبه ويحاكى (١٥) الشبيه. فظاهر بين أن يكون كل تشبيه وحكاية من التى وصفت، وكل واحد واحد (١٦) من الأفعال الإرادية لها هذه الأصناف والفصول، وأن تكون الواحدة تشبه بالأخرى (١٧) وتحاكيها بهذا الضرب. وذلك أنه فى الرقص والزمر وصناعة العيدان قد يوجد لهذه (١٨) أن تكون غير متشابهة ونحو الكلام والوزن المرسل مثال ذلك أما أوميروس فالأفاضل (١٩) وأما قالأوفون فالأشياء الشبيهة. وأما إيجيمن المنسوب إلى ثاسيا، وهو الذى (٢٠) كان أولاً يعمل المديح، ونيقوخارس المنسوب إلى إلادا، الذى كان يحاكى الأرذل. وكذلك — (٢١) (ونحو هذه) التى لثورامى ونوامس، كما يشبه الإنسان ويحاكى هكذا لقوقلوفاس (٢٢) طيموثاوس وفيلوكسانس. وبهذا الفصل بعينه الخلاف الذى للمديح عند الهجاء، وهو أنه أما تلك فبالأراذل (٢٣) وأما هذه فكانت تشبه بالأخيار وإياهم كانت تحاكى.