Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Ars Poetica (Poetics)

〈اختلاف ضروب الشعر باختلاف موضوعاته〉

ولما كان الذين يحاكون ويشبهون قد يأتون بذلك بأن يعملوا العمل الارادى، فقد يجب ضرورةً أن يكون هؤلاء إما أفاضل، وإما أراذل (وذلك أن العادات والأخلاق مثلا هى تابعة لهذين فقط) وذلك أن عاداتهم وأخلاقهم بأجمعهم إنما الخلاف بينها بالرذيلة والفضيلة ونأتى بالحكاية والتشبيه إما الأفاضل وإ[لا] ما [و] الأر〈ا〉ذل، وإما من كانت 〈له〉 حال فى ذلك 〈كحالنا〉 كما يشبه المصورون فى صنائعهم: أما الأخيار منهم للأخيار، والأشرار، كما 〈أنه〉 أما 〈فولوغنوطس فقد حاكى الأفاضل، وأما〉 [أن] فاوسن 〈فقد〉 حاكى الأشرار وشبه، وأما ديونوسيوس 〈فقد〉 كان يشبه ويحاكى 〈حسب〉 الشبيه. فظاهر بين أن يكون كل تشبيه وحكاية من التى وصفت. وكل واحد واحد من الأفعال الإرادية لها هذه الأصناف والفصول، وأن تكون الواحدة تشبه بالأخرى وتحاكيها بهذا الضرب.

وذلك أنه فى الرقص والزمر وصناعة العيدان قد يوجد لهذه أن تكون غير متشابهة، ونحو الكلام والوزن المرسل — مثال ذلك أما أوميروس فالفاضل، وأما قالاوفون فالأشياء الشبيهة، وإما ايجيمن المنسوب إلى ثاسيا، وهو الذى كان أولاً يعمل المديح، ونيقوخارس المنسوب إلى 〈د〉 الادى الذى كان يحاكى الأرذل، وكذلك ونحو هذه الداثورامبوس و〈الـ〉ـنواميس كما يشبه الانسان ويحاكى هكذا لقوقلوفاس طيموثاوس وفيلوكسانس.

وبهذا الفصل بعينه الخلاف الذى للمديح عند الهجاء: وهو أنه أما تلك فبالأراذل، وأما هذه فكانت تشبه بالأخيار وإياهم كانت تحاكى.