Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Categoriae (The Categories)

فى معا

ا. يقال معا على الاطلاق والتحقيق فى الشيين اذا كان تكونهما فى زمان واحد بعينه؛ فانه ليس واحد منهما متقدما ولا متاخرا. وهذان يقال فيهما انهما معا فى الزمان.

ب. ويقال معا بالطبع فى الشيين اذا كانا يرجعان بالتكافو فى لزوم الوجود ولم يكن احدهما سببا اصلا لوجود الاخر؛ مثال ذلك: فى الضعف والنصف فان هذين يرجعان بالتكافو (وذلك ان الضعف اذا كان موجودا فالنصف موجود، والنصف اذا كان موجودا، فالضعف موجود) وليس ولا احد منهما سببا لوجود الاخر.

ج. والتى هى من جنس واحد قسيمة بعضها لبعض، يقال انها معا بالطبع والقسيمة بعضها لبعض يقال انها التى بتقسيم واحد. مثال ذلك: الطاير قسيم المشا والسابح. فان هذه قسيمة بعضها لبعض من جنس واحد؛ وذلك ان الحى ينقسم الى هذه اعنى الى الطاير والماشى والسابح، وليس واحد من هذه اصلا متقدما ولا متاخرا لكن امثال هذه مظنون بها معا بالطبع. وقد يمكن ان يقسم كل واحد من هذه ايضا الى انواع؛ مثال ذلك: الحيوان المشا والطاير والسابح؛ فتكون تلك ايضا معا بالطبع اعنى التى هى من جنس واحد بتقسيم واحد. فاما الاجناس فانها ابدا متقدمة وذلك انها لا ترجع التكافو بلزوم الوجود؛ مثال ذلك: ان السابح اذا كان موجودا فالحى موجود؛ واذا كان الحى موجودا، فليس واجبا ضرورة ان يكون السابح موجودا.

فالتى يقال انها معا بالطبع هى التى ترجع بالتكافو بلزوم الوجود، | وليس واحد من الشيين سببا اصلا لوجود الاخر. والتى هى من جنس واحد قسيمة بعضها لبعض؛ فاما التى تقال على اطلاق انها معا، فهى التى تكونها فى زمان واحد بعينه.

فى «معـاً»

يقال «معـاً» على الإطلاق والتحقيق فى الشيئين إذا كان تكونهما فى زمان واحد بعينه، فإنه ليس واحد منهما متقدماً ولا متأخرا؛ وهذان يقال فيهما إنهما «معا» فى الزمان.

ويقال «معا» بالطبع فى الشيئين إذا كانا يرجعان بالتكافؤ فى لزوم الوجود ولم يكن أحدهما سبباً أصلا لوجود الآخر. مثال ذلك فى الضعف والنصف، فإن هذين يرجعان بالتكافؤ، وذلك أن الضعف إن كان موجودا فالنصف موجود، والنصف إذا كان موجودا فالضعف موجود. وليس ولا واحد منهما سبباً لوجود الآخر.

والتى هى من جنس واحد قسيمة بعضها لبعض يقال إنها «معا» بالطبع. و«القسيمة بعضها لبعض» يقال إنها التى بتقسيم واحد، مثال ذلك: الطائر قسيم المشاء والسابح — فإن هذه قسيمة بعضها لبعض من جنس واحد، وذلك أن الحى ينقسم إلى هذه، أعنى إلى الطائر والماشى والسابح. وليس واحد من هذه أصلاً متقدماً ولا متأخراً، لكن أمثال هذه مظنون بها «معا» بالطبع. وقد يمكن أن يقسم كل واحد من هذه أيضاً إلى أنواع، مثال ذلك الحيوان المشاء والطائر والسابح — فتكون تلك أيضا «معا» بالطبع، أعنى التى هى من جنس واحد بتقسيم واحد.

فأما الأجناس فإنها أبداً متقدمة، وذلك أنها لا ترجع بالتكافؤ بلزوم الوجود، مثال ذلك أن السابح إن كان موجودا فالحى موجود. واذا كان الحى موجوداً فليس واجباً ضرورة أن يكون السابح موجودا.

فالتى تقال إنها «معا» بالطبع هى التى ترجع بالتكافؤ بلزوم الوجود، وليس واحد من الشيئين سبباً أصلا لوجود الآخر؛ والتى هى جنس واحد قسيمة بعضها لبعض. فأما التى تقال على الإطلاق إنها معا فهى التى تكونها فى زمان واحد بعينه.