Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Categoriae (The Categories)

فى الحركة

أنواع الحركة ستة: التكون، والفساد، والنمو، والنقص، والاستحالة، والتغير بالمكان.

فأما سائر هذه الحركات بعد الاستحالة فظاهر أنها مخالفة بعضها لبعض. وذلك أنه ليس التكون فسادا، ولا النمو نقصا، ولا التغير بالمكان، وكذلك سائرها. — فأما الاستحالة فقد يسبق إلى الظن فيها أنه يجب ضرورةً أن يكون ما يستحيل 〈إنما يتم〉 بحركة ما من سائر الحركات. وليس ذلك بحق: فإنا نكاد أن يكون فى جميع التأثيرات التى تحدث فينا، أو فى أكثرها، تلزمنا الاستحالة، وليس يشوبنا فى ذلك شىء من سائر الحركات، فإن المتحرك بالتأثير ليس يجب: لا أن ينمى ولا أن يلحقه نقص؛ وكذلك فى سائرها. فتكون الاستحالة غير سائر الحركات. فإنها لو كانت هى وسائر الحركات شيئاً واحداً لقد كان يجب أن يكون ما استحال فقد نما لا محالة، أو نقص، أو لزمه شىء من سائر الحركات. لكن ليس ذلك واجباً. وكذلك أيضا ما نما أو تحرك حركةً ما أخرى: كان يجب أن يستحيل. لكن كثيرا من الأشياء تنمى ولا تستحيل، ومثال ذلك أن المربع إذا أضيف إليه ما يضاف حتى يحدث العلم فقد تزايد، إلا أنه لم بحدث فيه حدث حاله عما كان عليه. وكذلك فى سائر ما يجرى هذا المجرى. — فيجب من ذلك أن تكون هذه الحركات مخالفةً بعضها لبعض.

والحركة على الإطلاق يضادها السكون. وأما الحركات الجزئية فتضادها الجزئيات. وأما التكون فيضاده الفساد، والنمو يضاده النقص، والتغير بالمكان يضاده السكون فى المكان. وقد يشبه أن يكون قد يقابل هذه الحركة خاصةً التغير إلى الموضع المضاد لذلك الموضع، مثال ذلك: التغير إلى فوق للتغير إلى أسفل، والتغير إلى أسفل للتغير إلى فوق. — فأما الحركة الباقية من الحركات التى وصفت فليس بسهل أن يعطى لها ضد، فقد يشبه أن لا يكون لهذه ضد، اللهم إلا أن يجعل جاعل فى هذه أيضا المقابل هو السكون فى الكيف أو التغير إلى ضد ذلك الكيف، كما جعل المقابل فى الحركة فى المكان السكون فى المكان أو التغير إلى الموضع المضاد. فإن الاستحالة تغير بالكيف. فيكون يقابل الحركة فى الكيف السكون فى الكيف أو التغير إلى ضد ذلك الكيف، مثل مصير الشىء أسود بعد أن كان أبيض، فإنه يستحيل إذا حدث له تغير إلى ضد ذلك الكيف.