Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Categoriae (The Categories)

〈الأضداد〉

والشر ضرورةً مضاد للخير؛ وذلك بين بالاستقراء فى الجزئيات، مثال ذلك المرض للصحة، والجور للعدل، والجبن للشجاعة؛ وكذلك أيضا فى سائرها. فأما المضاد للشر فربما كان الخير، وربما كان الشر؛ فإن النقص هو شر يضاده الإفراط وهو شر؛ وكذلك التوسط مضاد لكل واحدة منهما وهو خير؛ وإنما يوجد ذلك فى اليسير من الأمور؛ فأما فى أكثرها فإنما الخير دائما مضاد للشر.

وأيضا فإن المتضادين ليس واجباً ضرورةً متى كان أحدهما موجودا أن يكون الباقى موجوداً: وذلك أنه إن كانت الأشياء كلها صحيحةً، فإن الصحة تكون موجودة؛ فأما المرض فلا. وإن كانت الأشياء كلها بيضاء فإن البياض موجود؛ فأما الأسود فلا. وأيضا إن كان أن «سقراط صحيح» مضاداً لأن «سقراط مريض» وكان لا يمكن أن يكونا جميعا موجودين فيه بعينه، فليس يمكن متى كان أحد هذين المتضادين موجوداً أن يكون الباقى أيضا موجودا. فإنه متى كان موجوداً أن «سقراط صحيح» قليس يمكن أن يكون موجودا أن «سقراط مريض».

ومن البين أن كل متضادين فإنما شأنهما أن يكونا فى شىء واحد بعينه: فإن الصحة والمرض فى جسم الحى، والبياض والسواد فى الجسم على الإطلاق، والعدل والجور فى نفس الإنسان.

وقد يجب فى كل متضادين إما أن يكونا فى جنس واحد بعينه؛ وإما أن يكونا فى جنسين متضادين؛ وإما أن يكونا أنفسهما جنسين: فإن الأبيض والأسود فى جنس واحد بعينه، وذلك أن جنسهما اللون. فأما العدل والحق ففى جنسين متضادين، فإن الجنس لذاك فضيلة، ولهذا رذيلة. وأما الخير والشر فليس فى جنس، بل هما أنفسهما جنسان لأشياء.