Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Categoriae (The Categories)

فى التى من المضاف

يقال فى الاشيا انها من المضاف متى كانت ماهياتها انما تقال بالقياس الى غيرها او على نحو اخر من انحا النسبة الى غيرها اى نحو كان. مثال ذلك: ان الاكبر ماهيته انما تقال بالقياس الى غيره، وذلك انه انما يقال اكبر من شى؛ والضعف ماهيته بالقياس الى غيره، وذلك انه انما يقال ضعفا لشى. وكذلك كل ما يجرى هذا المجرى.

ا. ومن المضاف ايضا هذه الاشيا مثال ذلك: الملكة، والحال، والحس، والعلم، والوضع. فان جميع ما ذكر من ذلك فماهيته انما تقال بالقياس الى غيره لا غير. وذلك ان الملكة انما تقال ملكة لشى، والعلم علم بشى، والوضع وضع لشى، والحس حس بشى، وساير ما ذكرنا يجرى هذا المجرى؛ فالاشيا اذاً التى من المضاف هى كل ما كانت ماهياتها انما تقال بالقياس الى غيرها، او على نحو اخر من انحا النسبة الى غيرها اى نحو كان لا غير مثال ذلك: الجبل يقال كبيرا بالقياس الى غيره، فانه انما يقال جبل كبير بالاضافة الى شى؛ والشبيه انما يقال شبيها بشى وساير ما يجرى هذا المجرى على هذا المثال يقال بالاضافة. والاضطجاع والقيام والجلوس هى من الوضع، والوضع من المضاف؛ فاما يضطجع او يقوم او يجلس؛ فليست من الوضع بل من الاشيا المشتق لها الاسم من الوضع الذى ذكر.

ب. وقد يوجد ايضا المضادة فى المضاف؛ مثال ذلك: الفضيلة والخسيسة؛ كل واحد مضاد لصاحبه وهو من المضاف. والعلم والجهل؛ الا ان المضادة ليست موجودة فى كل المضاف فانه ليس للضعفين ضد ولا للثلثة الاضعاف ولا لشى مما كان مثله.

ج. وقد يظن المضاف انه ايضا يقبل الاكثر والاقل، لان الشبيه يقال اكثر شبهاً، وغير المساوى يقال اكثر واقل، وكل واحد منهما من المضاف؛ | فان الشبيه انما يقال شبيهاً بشى، وغير المساوى غير مساو لشى، ولكن ليس كله يقبل الاكثر والاقل؛ فان الضعف ليس يقال ضعفا اكثر ولا اقل ولا شيا مما كان مثله.

د. والمضافات كلها ترجع بالتكافو بعضها على بعض فى القول. مثال ذلك: العبد يقال عبد للمولى، والمولى يقال مولى للعبد، والضعف ضعف للنصف والنصف نصف للضعف، والاكبر اكبر من الاصغر، والاصغر اصغر من الاكبر. وكذلك ايضا فى سايرها؛ ما خلا انهما فى مخرج اللفظ ربما اختلف تصريفهما. مثال ذلك: العلم يقال علم بمعلوم، والمعلوم معلوم للعلم، والحس حس بمحسوس، والمحسوس محسوس للحس. لكن ربما ظنا غير متكافيين متى لم نضف الى الشى الذى اليه يضاف اضافة معادلة، بل فرط المضيف؛ مثال ذلك: الجناح ان اضيف الى ذى الريش، لم يرجع بالتكافو ذو الريش على الجناح، لان الاول لم تكن اضافته معادلة، اعنى الجناح الى ذى الريش؛ وذلك انه ليس من طريق ان ذا الريش ذو ريش اضيف اليه فى القول الجناح، لكن من طريق انه ذو جناح اذ كان كثير غيره من ذوى الاجنحة لا ريش له. فان جعلت الاضافة معادلة، رجع ايضا بالتكافو؛ مثال ذلك: الجناح جناح لذى الجناج، وذو الجناح بالجناح هو ذو جناح. وخليق ان يكون ربما نضطر الى اختراع الاسم، متى لم نجد اسما موضوعا اليه تقع الاضافة معادلة؛ مثال ذلك: ان السكان اذا اضيف الى الزورق لم تكن اضافته معادلة لانه ليس من طريق ان الزورق زورق اضيف اليه فى القول السكان اذ كان يوجد زواريق لا سكان لها؛ ولذلك لا يرجع بالتكافو، لانه ليس يقال ان الزورق زورق بالسكان لكن خليق ان تكون الاضافة اعدل، اذا قيلت على هذا النحو: السكان سكان لذى السكان، او على نحو ذلك، اذ ليس يوجد اسم موضوع فيرجع جينيذ متكافيا اذ كانت الاضافة معادلة له. فان ذا السكان انما هو ذو سكان بالسكان، | وكذلك ايضا فى سايرها؛ مثال ذلك: ان الراس تكون اضافته الى ذى الراس اعدل من اضافته الى الحى؛ فانه ليس الحى من طريق ما هو حى له راس اذ كان كثير من الحيوان لا راس له. وهكذا اسهل ما لعله يتهيا لك به اخذ الاسما فيما لم تكن لها اسما موضوعة ان تضع الاسما من الاول للتى عليها ترجع بالتكافو، على مثال ما فعل فى التى ذكرت انفا من الجناح ذو الجناح، ومن السكان ذو السكان. فكل الاضافات اذا اضيفت على المعادلة، قيلت انها ترجع بعضها على بعض بالتكافو؛ فان الاضافة ان وقعت جزافا، ولم تقع الى الشى الذى اليه تقال النسبة لم ترجع بالتكافو؛ اعنى انه لا يرجع بالتكافو شى البتة من المتفق فيها انها مما يقال انه يرجع بالتكافو، ولها اسما موضوعة، فضلا عن غيرها، متى وقعت الاضافة الى شى من اللوازم لا الى الشى الذى اليه تقع النسبة فى القول؛ مثال ذلك: ان العبدان لم يضف الى المولى، لكن الى الانسان، او الى ذى الرجلين، او الى شى مما اشبه ذلك، لم يرجع بالتكافو لان الاضافة لم تكن معادلة. وايضا متى اضيفف شى الى الشى الذى إليه ينسب بالقول اضافة معادلة، فانه ان ارتفع ساير الاشيا كلها العارضة لذاك، بعد ان يبقى ذلك الشى وحده الذى اليه الاضافة، فانه ينسب اليه بالقول ابدا نسبة معادلة؛ مثال ذلك: العبد انما يقال بالاضافة الى المولى؛ فان ارتفعت ساير الاشيا اللاحقة للمولى، مثال ذلك: انه ذو رجلين، انه قبول للعلم، انه انسان، وبقى انه مولى فقط، قيل ابدا العبد بالاضافة اليه فانه يقال ان العبد عبد للمولى؛ ومتى اضيف شى الى الشى الذى ينسب اليه بالقول على غير معادلة، ثم ارتفع ساير الاشيا وبقى ذلك الشى وحده الذى اليه وقعت الاضافة، لم ينسب اليه بالقول. فلتنزل ان العبد اضيف الى الانسان، والجناح الى ذى الريش، وليرفع من الانسان انه مولى، فانه ليس يقال حينيذ العبد بالقياس الى الانسان؛ وذلك انه اذا لم يكن المولى، لم يكن ولا العبد؛ وكذلك فليرفع ايضا من ذى الريش | انه ذو جناح، فانه لا يكون حينيذ الجناح من المضاف؛ وذلك انه اذا لم يكن ذو الجناح، لم يكن الجناح لشى. فقد يجب ان تكون الاضافة الى الشى الذى اليه تقال معادلة؛ وان كان يوجد اسم موضوعا، فان الاضافة تكون سهلة. وان لم يوجد، فخليق ان نكون نضطر الى اختراع اسم. واذا وقعت الاضافة على هذا النحو، فمن البين ان المضافات كلها ترجع بعضها على بعض فى القول بالتكافو.

ه. وقد يظن ان كل مضافين فهما معاً فى الطبع. وذلك حق فى اكثرها؛ فان الضعف موجود والنصف معا. وان كان النصف موجودا، فالضعف موجود؛ وان كان العبد موجودا، فالمولى موجود؛ وكذلك يجرى الامر فى سايرها. وقد يفقد كل واحد منهما الاخر مع فقده. وذلك انه اذا لم يوجد الضعف، لم يوجد النصف؛ واذا لم يوجد النصف، لم يوجد الضعف. وعلى هذا المثال يجرى الامر فيما اشبهها. وقد يظن انه ليس يصح فى كل مضافين انهما معا فى الطبع. وذلك ان المعلوم مظنون بانه اقدم من العلم لان اكثر تناولنا لعلم الاشيا من بعد وجودها. واقل من ذاك او لا شى البتة يوجد من العلم والمعلوم جاريين معا. وايضا المعلوم ان فقد، فقد معه العلم به؛ فاما العلم فليس يفقد معه المعلوم؛ وذلك ان المعلوم ان لم يوجد، لم يوجد العلم (لانه لا يكون حينيذ علم بشى البتة). فاما ان لم يوجد العلم، فلا شى مانع من ان يكون المعلوم؛ مثال ذلك: تربيع الدايرة ان كان معلوما، فعلمه لم يوجد بعد؛ فاما هذا المعلوم نفسه فانيته قايمة. وايضا الحى اذا فقد، لم يوجد العلم؛ فاما المعلوم، فقد يمكن ان يكون كثير منه موجودا. وكذلك يجرى الامر فى باب الحس ايضا. وذلك انه قد يظن ان المحسوس اقدم من الحس به، لان المحسوس اذا فقد، فقد معه الحس به؛ فاما الحس فليس يفقد معه المحسوس؛ وذلك ان الحواس انما وجودها بالجسم وفى الجسم؛ واذا فقد المحسوس، فقد الجسم ايضا (اذ كان الجسم شيا من المحسوسات) واذا لم يوجد الجسم | فقد الحس ايضا. فيكون المحسوس يفقد معه الحس؛ فاما الحس فليس يفقد معه المحسوس. فان الحى اذا فقد، فقد الحس وكان المحسوس موجودا، مثل الجسم والحار، والحلو، والمر، وساير المحسوسات الاخر كلها. وايضا فان الحس انما يكون مع الحاس؛ وذلك ان معا يكون الحى والحس، فاما المحسوس فموجود من قبل وجود الحى والحس. فان النار والما وما يجرى مجراهما، مما منه قوام الحيوان، موجودة من قبل ان يوجد الحيوان بالجملة، او الحس، فلذلك قد يظن ان المحسوس اقدم وجودا من الحس.

ومما فيه موضع شك، هل الجواهر ليس جوهر منها يقال من باب المضاف، على حسب ما يظن؛ او ذلك ممكن فى جواهر ما من الجواهر الثوانى. فاما فى الجواهر الاول، فان ذلك حق؛ وذلك انه ليس يقال من المضاف لا كلياتها، ولا اجزاوها؛ فانه ليس يقال فى انسان ما انه انسان ما لشى، ولا فى ثور ما انه ثور ما لشى. وكذلك اجزاوها ايضا، فانه ليس يقال فى يد ما انها يد ما لانسان، لكن انها يد لانسان؛ ولا يقال فى راس ما انه راس ما لشى، بل راس لشى؛ وكذلك فى الجواهر الثانية، فى اكثرها؛ فانه ليس يقال ان الانسان انسان لشى، ولا ان الثور ثور لشى، ولا ان الخشبة خشبة لشى؛ بل يقال انها ملك لشى. فاما فى هذه فان الامر ظاهر انها ليست من المضاف؛ واما فى بعض الجواهر الثوانى، فقد يدخل فى امرها الشك؛ مثال ذلك: ان الراس يقال انه راس لشى، واليد يقال انها يد لشى، وكل واحد مما اشبه ذلك؛ فيكون قد يظن ان هذه من المضاف. فان كان تحديد التى من المضاف قد وفى على الكفاية، فحل الشك الواقع فى انه ليس جوهر من الجواهر يقال من المضاف، اما مما يصعب جدا، واما مما لا يمكن. وان لم يكن على الكفاية لكن كانت الاشيا التى من المضاف الوجود لها هو انها مضافة على نحو من الانحا، فلعله يتهيا ان يقال شى فى فسخ ذلك. فاما التحديد المتقدم، فانه يلحق كلما كان من المضاف؛ الا انه ليس معنى القول | ان الوجود لها هو انها مضافة، هو معنى القول ان ماهياتها تقال بالقياس الى غيرها. وبين من ذلك ان من عرف احد المضافين محصلا، عرف ايضا ذلك الذى اليه يضاف محصلا؛ وذلك ظاهر من هذا. فان الانسان متى علم ان هذا الشى من المضاف، وكان الوجود للمضاف هو انه مضاف على نحو من الانحا، فقد علم ايضا ذلك الشى الذى هذا عنده بحال من الاحوال؛ فانه ان لم يعلم اصلا ذلك الشى الذى هذا عنده بحال من الاحوال، لم يعلم ولا انه عند شى بحال من الاحوال. وذلك بين ايضا فى الجزويات؛ مثال ذلك: الضعف، فان من علم الضعف على التحصيل، فانه على المكان يعلم ايضا ذلك الشى الذى هذا ضعفه محصلا؛ فانه ان لم يعلمه ضعفا لشى واحد محصل، فليس يعلمه ضعفا اصلا. وكذلك ايضا ان كان يعلم ان هذا المشار اليه احسن، فقد يجب لذلك ضروة ان يكون يعلم ايضا ذلك الشى الذى هذا احسن منه محصلا؛ فانه ليس يجوز ان يكون انما يعلم ان هذا احسن مما دونه فى الحسن، فان ذلك انما يكون توهما لا علما. وذلك انه ليس يعلم يقينا انه احسن مما دونه؛ فانه ربما اتفق الا يكون شى دونه فيكون قد ظهر انه واجب ضرورة متى علم الانسان احد المضافين محصلا، ان يكون يعلم ايضا ذلك الاخر الذى اليه اضيف محصلا. فاما الراس، واليد، وكل واحد مما يجرى مجراهما مما هى جواهر، فان ماهياتها انفسها قد تعرف محصلة. فاما ما يضاف اليه فليس واجبا ان يعرف، وذلك انه لا سبيل الى ان يعلم على التحصيل راس من هذا، ويد من هذه؛ فيجب من ذلك ان هذه ليست من المضاف واذ لم تكن هذه من المضاف، فقد يصح القول انه ليس جوهر من الجواهر من المضاف. الا انه خليق ان يكون قد يصعب التقحم على اثبات الحكم على امثال هذه الامور، ما لم تتدبر مرارا كثيرة؛ فاما التشكك فيها فليس مما لا دوك فيه.

فى التى من المضاف

يقال فى الاشيا انها من المضاف متى كانت ماهياتها انما تقال بالقياس الى غيرها او على نحو اخر من انحا النسبة الى غيرها اى نحو كان مثال ذلك ان الاكبر ماهيته انما تقال بالقياس الى غيره وذلك انه انما يقال اكبر من شىء والضعف ماهيته بالقياس الى غيره وذلك انه انما يقال ضعفا لشى وكذلك كل ما يجرى هذا المجرى ومن المضاف ايضا هذه الاشيا مثال ذلك الملكة والحال والحس والعلم والوضع فان جميع ما ذكر من ذلك فماهيته انما تقال بالقياس الى غيره لا غير وذلك ان الملكة انما تقال ملكة لشى والعلم علم بشىء والوضع وضع لشى والحس حس بشى وسائر ما ذكرنا يجرى هذا المجرى والاشيا اذا التى من المضاف هى كل ما كانت ماهياتها انما تقال بالقياس الى غريها او على نحو اخر من انحا النسبة الى غريها اى نحو كان لا غير مثال ذلك الجبل يقال كبيرا بالقياس الى غيره فانه انما يقال جبل كبير بالاضافة الى شى والشبيه انما يقال شبيها بشى وسائر ما يجرى هذا المجرى على هذا المثال يقال بالاضافة والاضطجاع والقيام والجلوس هى من الوضع والوضع من المضاف فاما يضطجع او يقوم او يجلس فليست من الوضع بل من الاشيا المشتق لها الاسم من الوضع الذى ذكر وقد يوجد ايضا المضادة فى المضاف مثال ذلك الفضيلة والخسيسة كل واحد مضاد لصاحبه وهو من المضاف والعلم والجهل الا ان المضادة ليست موجودة فى كل المضاف فانه ليس للضعفين ضد ولا للثلاثة الاضعاف ولا لشى مما كان مثله وقد يظن المضاف انه ايضا يقبل الاكثر والاقل لان الشبيه يقال اكثر شبها واقل شبها وغير المساوى يقال اكثر واقل وكل واحد منهما من المضاف فان الشبيه انما يقال شبيها لشى وغير المساوى غير مساو لشى ولكن ليس كله يقبل الاكثير والاقل فان الضعف ليس يقال ضعفا اكثر ولا اقل ولا شيا مما كان مثله والمضافات كلها ترجع بالتكافوء بعضها على بعض فى القول مثال ذلك العبد يقال عبد للمولى والمولى يقال مولى للعبد والضعف ضعف للنصف والنصف نصف للضعف والاكبر اكبر من الاصغر والاصغر اصغر من الاكبر وكذلك ايضا فى سايرها ما خلا انها فى مخرج اللفظ ربما اختلف تصريفهما مثال ذلك العلم يقال علم بمعلوم والمعلوم معلوم للعلم والحس حس بمحسوس والمحسوس محسوس للحس لكن ربما ظنا غير متكافيين متى لم يضف الى الشى الذى اليه يضاف اضافة معادلة بل فرط المضيف مثال ذلك الجناح ان اضيف الى ذى الريش لم يرجع بالتكافوء ذو الريش على الجناح لان الاول لم تكن اضافته معادلة اعنى الجناح الى ذى الريش وذلك انه ليس من طريق ان ذا الريش ذو الريش اضيف اليه فى القول الجناح لكن من طريق انه دو جناح اذ كان كثير غيره من ذوى الاجنحة لا ريش له فان جعلت الاضافة معادلة رجع ايضا بالتكافوء مثال ذلك الجناح جناح لذى الجناح وذو الجناح بالجناح وهو ذو جناح وخليق ان يكون ربما نضظر الى اختراع الاسم متى لم نجد اسما موضوعا اليه تقع الاضافة معادلة مثال ذلك ان السكان ان اضيف الى الزورق لم تكن اضافته معادلة لانه ليس من طريق أن الزورق زورق اضيف اليه فى القول السكان اذ كان قد يوجد زواريق لا سكان لها ولذلك لا يرجع بالتكافوء ليس يقال أن الزورق زورق بالسكان لكن خليق ان يكون الاضافة اعدل اذ اقبلت على هذا النحو السكان سكان لذى السكان او على نحو ذلك اذ ليس يوجد اسم موضوع فيرجع حينئذ متكافيا اذا كانت الاضافة معادلة فان ذا السكان انما هو ذو سكان بالسكان وكذلك ايضا فى سايرها مثال ذلك ان الراس يكون اضافته الى ذى الراس اعدل من اضافته الى الحى فانه ليس الحى من طريق ما هو حى له راس اذ كان كثير من الحيوان لا راس له وهكذا اسهل ما لعله يتهيا لك به احذ الاسمآ فيما لم يكن لها اسما موضوعه ان تضع الاسمآ من الاول للتى عليها ترجع بالتكافوء على مثال ما فعل فى التى ذكرت انفا من الجناح ذو الجناح ومن السكان ذو السكان فكل الاضافات اذا اضيفت على المعادلة قيل انها ترجع بعضها على بعض بالتكافوء فان الاضافة ان وقعت جزا ولم تقع الى الشى الذى اليه يقال النسبة لم ترجع بالتكافؤ اعنى انه لا يرجع بالتكافوء شئ البتة من المتفق فيها انها مما يقال انه يرجع بالتكافوء ولها اسما موضوعة فضلا عن غيرها متى وقعت الاضافة الى شى من اللوازم لا الى الشى الذى اليه تقع النسبة فى القول مثال ذلك ان العبد ان لم يضف الى المولى لكن الى الانسان او الى ذى الرجلين أو الى شىء مما يشبه ذلك لم يرجع بالتكافوء لان الاضافة لم تكن معادلة وايضا متى اضيف شى الى شى الذى اليه ينسبه بالقول اضافة معادلة فانه أن ارتفع ساير الاشيا كلها العارضة لذلك بعد ان يبقى ذلك الشى وحده الذى اليه الاضافة فانه ينسب اليه بالقول ابدا نسبة معادلة مثال ذلك العبد انما يقال بالاضافة الى المولى فان ارتفعت ساير الاشيا اللاحقة للمولى مثال ذلك انه ذو رجلين انه قبول للعلم انه انسان وبقى انه مولى فقط قيل ابدا العبد بالاضافة اليه فانه يقال ان العبد عبد المولى ومتى اضيف شى الى الشى التى ينسب اليه باقول على غير معادلة ثم ارتفع سائر الاشيا وبقى ذلك الشى وحده الذى اليه وقعت الاضافة لم ينسب اليه باقول فلينزل ان العبد اضيف الى الانسان والجناح الى ذى الريش وليرفع من الانسان انه مولى فانه ليس يقال حينئذ العبد بالقياس الى الانسان وذلك انه اذا لم يكن المولى لم يكن ولا العبد وكذلك فليرفع ايضا من ذى الريش انه ذو جناح فانه لا يكون حينئذ الجناح من المضاف وذلك انه اذا لم يكن ذو الجناح لم يكن الجناح لشى فقد يجب ان يكون الاضافة الى الشى الذى اليه يقال معادلة وان كان يوجد اسم موضوعا فان الاضافة تكون سهلة وان لم يوجد فخليق ان يكون يضظر الى اختراع اسم واذا وقعت الاضافة على هذا النحو فمن البين ان المضاف كلها يرجع بعضها على بعض فى القول بالتكافوء وقد يظن كل مضافين فهما معا فى الطبع وذلك حق فى اكثرها فان الضعف موجوده النصف معا وان كان النصف موجودا والضعف موجود وان كان العبد موجودا فالمولى موجود وكذلك يجرى الامر فى سايرها وقد يفقد كل واحد منهما الاخر مع فقده وذلك انه لم يوجد الضعف لم يوجد النصف واذا لم يوجد النصف لم يوجد الضعف وعلى هذا المثال يجرى الامر فيما اشبهها وقد يظن انه ليس يصح فى كل مضافين انهما معا فى الطبع وذلك ان المعلوم مظنون بانه اقدم من العلم لان اكثرتنا ولنا العلم الاشيا من بعد وجودها واقل ذاك او لا شى البتة يوجد من العلم والمعلوم جاريتين معا وايضا المعلوم ان فقد فقد معه العلم به فاما العلم فليس يفقد معه المعلوم وذلك ان المعلوم ان لم يوجد لم يوجد العلم لانه لا يكون حينئذ علم بشى البتة فاما ان لم يوجد العلم فلا شى مانع من ان يكون المعلوم مثال ذلك تربيع الدايرة ان يكون معلوما فعلمه لم يوجد بعد فاما هذا المعلوم نفسه فاتيته قايمة وايضا الحى اذا فقد لم يوجد العلم فاما المعلوم فقد يمكن ان يكون كثير منه موجودا وكذلك يجرى الامر فى باب الحس ايضا وذلك انه قد يظن ان المحسوس اقدم من الحس به لان المحسوس اذا فقد فقد معه الحس به فاما الحس فليس يفقد معه المحسوس وذلك ان الحواس انما وجودها بالجسم وفى الجسم واذا فقد المحسوس فقد الجسم ايضا اذ كان الجسم شيا من المحسوسات واذ لم يوجد الجسم فقد الحس ايضا فيكون المحسوس يفقد معه الحس فاما الحس فليس يفقد معه المحسوسس فان الحى اذا فقد الحس وكان المحسوس موجودا مثل الجسم والحار والحلو والمر وسائر المحسوسات الاخر كلها وايضا فان الحس انما يكون مع الحاس وذلك ان معا يكون الحى والحس فاما المحسوس فموجود من قبل وجود الحى والحس فان النار والماء وما يجرى مجراهما مخاصة قوام الحيوان موجوده من قبل ان يوجد الحيوان بالجملة او الحس فلذلك قد يظن ان المحسوس اقدم وجودا من الحس ومما فيه موضع شك هل الجواهر ليس جوهر منها يقال من باب المضاف على حسب ما يظن او ذلك ممكن فى جواهر ما من الجواهر الثوانى فاما فى الجواهر الاول فان ذلك حق وذلك انه ليس يقال من المضاف لا كلياتها ولا اجزاؤها فانه ليس يقال فى انسان ما انه انسان ما لشى ولا فى ثور ما انه ثور ما لشى وكذلك اجزاؤها ايضا فانه ليس يقال فى يد ما انها يد ما لانسان لكن انها يد لانسان ولا يقال فى راس ما انه راس ما لشى بل راس لشى وكذلك فى الجواهر الثانية فى اكثرها فانه ليس يقال ان الانسان انسان لشى ولا ان الثور ثور لشى ولا ان الخشبة خشبة لشى بل يقال انها ملك لشى فاما فى هذه فان الامر ظاهر انها ليست من المضاف واما فى بعض الجواهر الثوانى فقد يدخل فى امرها الشك مثال ذلك ان الراس يقال انه راس لشى واليد يقال انها يد لشىء وكل واحد مما اشبه ذلك يكون قد يظن ان هذه من المضاف فان كان تحديد التى من المضاف قد وفى على الكفاية فحل الشك الواقع فى انه ليس جوهر من الجواهر يقال من المضاف ام هما يصعب جدا واما مما لا يمكن وان لم يكن على الكفاية لكن كانت الاشيا التى من المضاف الوجود لها هو انها مضافة على نحو من الانحا فلعله يتهيا ان يقال شى فى فسخ ذلك فاما التحديد المتقدم فانه يلحق كلما كان من المضاف الا انه ليس معنى القول ان الوجود لها هو انها مضافة هو معنى القول ان ماهياتها تقال بالقياس الى غيرها وبين من ذلك ان من عرف احد المضافين محصلا عرف ايضا ذلك الذى اليه يضاف محصلا وذلك ظاهر من هذا فان الانسان متى علم ان هذا الشىء من المضاف وكان الوجود للمضاف هو مضاف على نحو من الانحا فقد علم ايضا ذلك الشى الذى هذا عنده بحال من الاحوال فانه ان لم يعلم اصلا ذلك الشى الذى هذا عنده بحال من الاحوال لم يعلم ولا انه عند شى بحال من الاحوال وذلك بين ايضا فى الجزويات مثال ذلك الضعف فان من علم الضعف على التحصيل فانه على المكان يعلم ايضا ذلك الشى الذى هذا ضعفه محصلا فانه ان لم يعلمه ضعفا لشى واحد محصلا فليس يعلمه ضعفا اصلا وكذلك ايضا ان كان يعلم ان هذا المشار اليه احسن فقد يجب لذلك ضرورة ان يكون يعلم ايضا ذلك الشى الذى هذا احسن منه محصلا فانه ليس يجوز ان يكون انما يعلم ان هذا احسن مما دونه فى الحسن فان ذلك انما يكون توهما الا علما وذلك انه ليس يعلم يقينا انه احسن مما هو دونه فانه ربما اتفق الا يكون شىء دونه فيكون ظاهر انه واجب ضرورة متى علم الانسان احد المضافين محصلا ان يكون يعلم ايضا ذلك الاخر الذى اليه اضيف محصلا فاما الراس واليد وكل واحد مما يجرى مجراهما مما هى جواهر فان ماهياتها انفسها قد تعرف محصلة فاما ما يضاف اليه فليس واجبا ان يعرف وذلك انه لا سبيل الى ان يعلم على التحصيل راس من هذا ويد من هذه فيجب من ذلك ان هذه ليست من المضاف وان لم يكن هذه من المضاف فقد يصح القول انه ليس جوهر من الجواهر من المضاف الا انه خليق ان يكون قد يصعب التفخيم على اتباع الحكم على امثال هذه الامور ما لم تتدبر مرارا كثيرة فاما الشك فيها فليس مما لا درك فيه*