Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: De Aere, Aquis, Locis (Airs, Waters, Places)

ان أغذية هؤلاء القوم وسنتهم هى على ما ذكرت ان أزمان أمم الترك وصورهم مخالفة لغيرهم من سائر الناس يشبه بعضها بعضا وكذلك أهل مصر يشبه بعضهم بعضا لا تنتج بلادهم صغارا ولا كبارا فهذا هو آخر القول

ان بلاد موسومة تحت الفرقدين وهى جبال من حيث تهب الشمال

ان الشمس اذا غابت قريبة منهم فى الفصول الصيفية فتسخنهم زمنا يسيرا سخونة غير شديدة

ان الرياح التى تهب من المواضع الحارة لا يبلغ اليهم منها الا أقلها وأيسرها وتهب اليهم من ناحية الفرقدين رياح باردة من قبل الثلوج والجليد وكثرة المياه وجبالهم لا تعدم هذه العلل التى ذكرنا فصارت لذلك لا تسكن

ان هواء هذه البلاد يكون فى اليوم الواحد ضبابيا مرارا كثيرة، لهذه الحال صارت صور أولائك الناس غليظة لحمة لا يرى لهم مفصل وأبدانهم لينة رطبة لا قوة لها لان بطونهم تكون رطبة جدا وتنفرغ انفراغا كثيرا وذلك أن بطونهم لا يمكن أن تجف وتيبس فى مثل هذه البلاد ومثل هذه الطبيعة والزمان وهيئة الهواء

ان هذه الابدان التى مزاجاتها باردة لا ينفش منها شىء كثير ولا سيما اذا كانت فى بلاد رطبة أيضا ولا يجرى الغذاء من البطن الى الاعضاء كلها على ما ينبغى

ان المزاج البارد هو ضعيف فى هذه الافاعيل وتكون أبدانهم دسمة جدا جرداء اضطرارا

ان صور أهل هذه البلاد يشبه بعضها بعضا الذكور بالذكور والاناث بالاناث وعلة ذلك أنه اذا كانت الازمان قريبة بعضها من بعض لا يفسد المنى ولا يدخل عليه ضرر عند انجباله ان لم يعرض له آفة كبيرة أو مرض

ان أغذية هؤلاء القوم وسنتهم هى على ما ذكرت ان أزمان أمم الترك وصورهم مخالفة لغيرهم من سائر الناس يشبه بعضها بعضا وكذلك أهل مصر يشبه بعضهم بعضا لا تنتج بلادهم صغارا ولا كبارا فهذا هو آخر القول

ان بلاد موسومة تحت الفرقدين وهى جبال من حيث تهب الشمال

ان الشمس اذا غابت قريبة منهم فى الفصول الصيفية فتسخنهم زمنا يسيرا سخونة غير شديدة

ان الرياح التى تهب من المواضع الحارة لا يبلغ اليهم منها الا أقلها وأيسرها وتهب اليهم من ناحية الفرقدين رياح باردة من قبل الثلوج والجليد وكثرة المياه وجبالهم لا تعدم هذه العلل التى ذكرنا فصارت لذلك لا تسكن

ان هواء هذه البلاد يكون فى اليوم الواحد ضبابيا مرارا كثيرة، لهذه الحال صارت صور أولائك الناس غليظة لحمة لا يرى لهم مفصل وأبدانهم لينة رطبة لا قوة لها لان بطونهم تكون رطبة جدا وتنفرغ انفراغا كثيرا وذلك أن بطونهم لا يمكن أن تجف وتيبس فى مثل هذه البلاد ومثل هذه الطبيعة والزمان وهيئة الهواء

ان هذه الابدان التى مزاجاتها باردة لا ينفش منها شىء كثير ولا سيما اذا كانت فى بلاد رطبة أيضا ولا يجرى الغذاء من البطن الى الاعضاء كلها على ما ينبغى

ان المزاج البارد هو ضعيف فى هذه الافاعيل وتكون أبدانهم دسمة جدا جرداء اضطرارا

ان صور أهل هذه البلاد يشبه بعضها بعضا الذكور بالذكور والاناث بالاناث وعلة ذلك أنه اذا كانت الازمان قريبة بعضها من بعض لا يفسد المنى ولا يدخل عليه ضرر عند انجباله ان لم يعرض له آفة كبيرة أو مرض