Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: De Aere, Aquis, Locis (Airs, Waters, Places)

ان الناس اذا شربوا مياها شتى مختلفة عرض لهم الاسر والحصاة فى المثانة ووجع الخاصرة ووجع الوركين وفى الانثيين أدرة ولا سيما اذا شربوا من أنهار كبار ينصب اليها من أنهار واسعة أو بحيرة تنصب فيها سيول شتى مختلفة واذا شربوا من ماء يجرى من موضع شامخ عرض ذلك لهم أيضا لان المياه لا يشبه بعضها بعضا وذلك لان منها العذب الحلو ومنها المالح الشبوى ومنها ما يسيل من مواضع حارة فاذا اختلط بعض هذه المياه ببعض فيغلب الاقوى منها حينا ثم يغلب غيره مما دونه على قدر الرياح لان منها ما يقوى بريح الجنوب ومنها ما يقوى بريح الشمال وعلى هذا الشرح

فاذا كانت هذه المياه فى اناء كان لها ثقل ورمل فاذا شربت عرضت الاسقام التى ذكرنا أيضا

ان من كان بطنه سهلا صحيحا ومثانته غير شديدة الحرارة وعنق المثانة غير منضم فهؤلاء يبولون بغير عسر ويكون بولهم سهلا لا يتردد فى المثانة منه شىء كدر وان من كان بطن مثانته حارا جدا فان عنق المثانة يكون حارا اضطرارا

فاذا كانت المثانة حارة مجاوزة لطبيعتها ورم عنقها واذا ورم لم يسل منها البول وتحبسه فى داخلها فتحرقه فأما لطيفه ورقيقه ونقيه فيخرج بالبول ويجمد كدره وغليظه الا أن أول جموده يكون فى أول شأنه يسيرا ثم بعد ذلك يعظم ويكبر فاذا استدار من ادارة البول له أخذ كل غليظ منه ولصق به فيكبر ويتحجر فاذا أراد الرجل أن يبول أقبل الحجر الى فم المثانة فسده ومنع البول فيهيج بذلك وجعا شديدا فلهذا السبب تأخذ الحكة فى مذاكير الاحداث فيحكونها ويجرحونها وهم يظنون أن علة عسر البول فى ذلك الموضع ومعرفة ما ذكرت من حال كينونة الحجر البول الذى يبول الاحداث وفيهم الحصاة فانهم يبولون بولا صافيا لطيفا ويبقى غليظه وكدره فيتحجر

ان اللبن الردىء يولد حجارة فى مثانة المرضعين ولا سيما اذا كان حارا جدا مائلا الى المرة الصفراء لانه يسخن البطن والمثانة فيحترق البول فيولد حجارة فأقول ان شرب الشراب رقيقا ينفع الاطفال لانه لا يحرق العروق ولا ينحفها

ان النساء لم يكن فيهن حجر لان مباولهن صغار عراض واسعة ولا يعنفن عليها ولا يعبثن ولا يحككنها بأيديهن كما يفعل الرجال وهن يقدرن أن يلمسن مباولهن لان أفواهها فى فروجهن

ومباول الرجال ليس ثقبها مع أطراف ذكورهم وأفواه مثانات الرجال أضيق من أفواه مثانات النساء