Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: De Aere, Aquis, Locis (Airs, Waters, Places)

القول فى المدينة الاولى

ان كل مدينة موضوعة بازاء الرياح الحارة التى هى وسط شرق الاستواء أو غربه فانها تهب اليها هبوبا دائما وتكون من ازاء الفرقدين ومياه هذه المدينة كثيرة حارة مالحة اضطرارا وهى تسخن فى القيظ وتبرد فى الشتاء

ان رؤوس سكان هذه المدينة رطبة بلغمية وبطونهم كثيرة الاختلاف دائمة

ان الاغلب على هذه الابدان الضعف: ان عمار هذه المدينة لا يقدرون أن يكثروا من الطعام والشراب لضعف رؤوسهم ولذلك السبب لا يستطيعون الشراب الكثير لان كثرة الشراب تغم الدماغ وتضيق عليه

ان نساء هؤلاء الناس مرضى ذوات أسقام أبدا يكثر طمثهم فلا يشتملن وليس ذلك من قبل طبيعتهن ولكن من قبل أمراضهن فان حملن أسقطن أكثر ذلك

ان أولاد هؤلاء النساء قد يصيبهم الكزاز والربو والسقم الكاهنى

ان سكان هذه المدينة من الرجال من يعرض لهم البغر واختلاف الدم والسقم الذى يدعى ايبالوس وحمى طويلة شتوية وليلية وبواسير فى المقاعيد

انه لا يعرض لهؤلاء الناس العلة التى ذكرنا ذات الجنب ولا وجع الرئة ولا الحمى الملتهبة التى تدعى بالرومية قوسوس ولا شىء من الامراض الحادة لان هذه الامراض لا تعرض لمن كان بطنه لدنا لينا

قد يعرض لعيون هؤلاء الناس الرمد غير الشديد ولا الطويل الا أن ينزل بهم سقم عام وتهب الجنوب فتغير الهواء وتملأ الرؤوس فضولا

اذا أتى على هؤلاء الناس خمسون سنة عرض لهم نزلة من الدماغ فيهيج فيهم الفالج الآخذ فى جميع الجسد ولا سيما اذا أصابت رؤوسهم بغتة حرارة زائدة أو برودة فائقة