Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: De Aere, Aquis, Locis (Airs, Waters, Places)

انى لا أذكر من الامم التى اختلافها يسير فى ذات بينها فأما ما كان من اختلافها كثيرا فى الطبيعة والسنة فأذكرها على ما هى عليه

ابتدئ أولا فى الناس الذين رؤوسهم الى الطول لانه لا يشبه هذا الجنس جنس آخر من الامم كلهم وعلة طول رؤوسهم فى أول البدء هى من السنة أعنى العادة مع أن الطبيعة الآن قد تبعت السنة وذلك أنهم فعلوا ذلك ليعلموا الناس أنهم ذوو شجاعة وبأس فأما السنة فهذه أنهم اذا ولد المولود منهم يأخذونه سريعا ما دام لينا رطبا فيجبلون رأسه بأيديهم الى الطول ثم يشدونه به رباطا ويحتالون بحيل تفسد تدوير الرأس فينشؤون على ذلك فهذه السنة التى جعلت رؤوسهم طوالا أولا فاضطروا بها الطبيعة فلما تقادم الزمان وتمادى صارت هذه السنة معروفة فى الطبيعة ثابتة فصارت الآن السنة ليست علة لطول رؤوسهم فقط لكنها مع الطبيعة معا

ان المنى ينزل من أعضاء البدن كلها ويجرى من الصحيحة صحيحا ومن السقيمة سقيما

ان الافاعيل تكون هكذا ان الصلع يلدون صلعا والشهل شهلا والحول حولا فما يمنع الآن أن يلد طوال الرؤوس شبههم طوال الرؤوس

ان أولائك الآن ليسوا بطوال الرؤوس على ما كانوا فيما مضى من القدم لزوال تلك السنة وتبددها لاختلاطهم بالناس