Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Anatomicis Administrationibus I-IX,5 (On Anatomical Procedures)

| وأحب أن أذكر كم بأمر لم أزل أفعله وإن كنت أعلم أنكم له ذاكرون ولكن على ما قلت لست آمن أن يكون كتابى هذا لا يبقى فى أيدى أصدقائى وحدهم لكن يقع فى أيدى خلق كثير من الناس بعضهم مستعد متعن للحسد والبغى على كل أمر جميل وبعضهم متهيئ معتزم على تلفظ الأشياء الجميلة وتعملها فبسبب هؤلاء ينبغى لى أن أذكر وأقول مرارا كثيرة ما يعلمه أصحابى ويعرفونه فأنا قائل وواصف ما أعلم أنه يجدى عليهم وينتفعون به وهو أنى مرارا كثيرة شرحت جميع العضل الذى على البطن ساعة خنقت القرد ثم بعده الأمعاء والمعدة والكبد والطحال والكليتين والمثانة وإن كان القرد أنثى فالأحرام أيضا وأذكر أنى مرارا شتى شرحت فى اليوم الأول هذه الأعضاء كلها وحدها كيلا تعفن إذا طال مكثها ثم صرت فى اليوم الثانى إلى تشريح الأعضاء الأخر وجعلت أشرح هذه أيضا على الترتيب والنظام الذى أجريت عليه الأمر فيما ذكرته فى هذا الكتاب منذ أول ابتدائه وسأصف لك كيف ينبغى أن تشرح العضل الذى على البطن إذا أنت بدأت به أولا بعد قليل وأما الساعة فإنى أجعل كلامى بما ييسفه † سنن التعليم مما يتبع ما تقدم ذكره فأقول إن الأضلاع التى برأتها من القس وأشرت عليك أن تثنيها وتقلبها إلى خلف كيما تنظر إلى ما فى جوف الصدر نظرا شافيا ينبغى لك أن تردها إلى ناحية القس حتى ترجع إلى وضعه الأول كأنها لم تشرح ولم تخلع أصلا ثم تسلخ سائر الجلد عن المراق وتجعل أول ما تبتدئ بتشريحه من العضل الذى تحت هذا الجلد العضلة العظيمة التى من خارج ذلك العضل وهى تبتدئ من الصدر ثم تنبسط على جميع عضل المراق فتجلله وأنت ترى رؤوس هذه العضلة رؤية بينة بعد أن تشرح ما ذكرته لك قبل وقلت إنه موضوع على الولاء بعد العضلة التى هى أعظم العضل المرتفع من عضل الصدر وهى التى قلت لك إن أطرافها تتصل وتلتحم بالأضلاع كأنها أصابع فالموضع الذى عنده ينتهى كل واحد من الاتصالات والالتحمات أنت ترى رؤوس هذه العضلة التى كلامنا فيها بالقرب منها وهما رأسان واحد عن اليمين والآخر عن اليسار وأول منبتها الذى هو إلى عند الضلع السادس أقرب هو موضوع تحت منتهى العضلة القدام من العضل المحرك للصدر ثم لا يزال ينبت أولا فأولا من الأضلاع الأخر بالقرب من الأجزاء التى عندها أولا يتغير عظم كل واحد من الأضلاع فيصير غضروفا على ما وصفت قبل 〈...〉 للأضلاع الأول من ضلوع الخلف شىء فى قياس هذه العطفة وذاك أن الضلع الذى يعد من فوق ثامنا يصعد إلى الغضروف المشرف على رأس المعدة وهو الشبيه بالسيف وأما الأضلاع الأخر من ضلوع الخلف فإنها أقل فى ذلك من هذا الضلع ويخالف بعضها بعضا فى الزيادة والنقصان فيه وذاك أن الضلع الأخفض أبدا يكون أقصر من الضلع الذى أرفع منه فالزوج الأول من أزواج العضل الذى على المراق ينبت من هذه الأضلاع الخلف أيضا كلها وعضلتاه ذاهبتان بليف لهما مورب إلى ناحية مقدم البطن وتمتدان على جميع مواضع البطن وعلى المواضع الخالية من مواضع البطن كلها وتصيران إلى عظمى الخاصرتين وكل واحدة منهما تنزل إلى الجانب الذى يليها وتتصل وتلتحم بعظم العانة بوتر من جنس الأغشية قوى يتولد فى كل واحدة منهما قبل هذا الموضع بمسافة كثيرة وربما يسكن هذا الوتر عن وثاقته فى الحالب فيسترخى معه هذا الموضع كله حتى يقبل ما يهوى إليه من الأجسام الموضوعة أعلى منه أعنى من الأمعاء أو من الغشاء المعروف بالثرب فيقال لذلك قيلة أو قرو وهذا الوتر الغشائى مثقوب فوق الحالب بقليل كيما يخرج وينفذ فيه الغشاء المستبطن لمراق البطن وهو الصفاق وما يحويه الصفاق مما أذكره بعد فأما الأجزاء التى تمتد من هاتين العضلتين إلى مقدم البطن فإنها تنتهى إلى وتر دقيق خالص الرقة يركب على العضل المقدم من خارج وكذلك أيضا عضلتا الزوج الثانى من العضل الذى على المراق لهما ليف وضعه مورب بخلاف وضع ليف العضلتين الأوليين وترهما يصير من جنس الأغشية ثم يركب على العضلتين اللتين من قدام وكل واحدة تتدئ من عظم الخاصرة ومنبتها من جنس اللحم ثم تصعدان من هاهنا على وراب راكبتين على العضلتين الموضوعتين عرضا ثم تتصلان وتلتحمان بشىء من جوهر اللحم بطرف أربعة من ضلوع الخلف فأما وترهما الرقيق الذى قلنا إنهما تنتهيان إليه فهو فى الوسط فيما بين العضلتين الذاهبتين فى الطول وبين الوتر الذى ذكرناه قبل وإذا أنت رأيت وترى هاتين العضلتين خيل لك أنهما متصلان متحدان واحد بآخر وتخليصهما وتفريقهما أحدهما من الآخر صعب شديد وخاصة عندما نجعل مبدأ تشريح بدن الحيوان كله من هذا الموضع فأما إن نحن جعلنا التشريح على ما وصفنا من هذا النحو الذى تقدم ذكره ثم أخذنا فى تشريح هذا العضل فالأمر يكون فى تخليص هذين الوترين وتفريق أحدهما من الأخر سهلا هينا بأن تتبع كل واحدة من عضلتيهما وذلك أن الموضع الذى تنتهى عنده أولا أجزاؤهما اللحمية هناك يبتدئ وتر كل واحدة منهما مدمج مع اللحم غير منقطع عنه فإذا أنت رأيت هذا اللحم ممدودا بحدوده الخاصية به لم يعسر عليك وجود الوتر الغشائى النابت من كل واحدة منهما وهذا الوتر يتولد فى الموضع الذى فيه الضلع المجنب من العضلتين المستقيمتين فى الطول وإن هاتين العضلتين إنما تلتقيان وتماسان إحديهما الأخرى فى الأجزاء المقدم بضلعيهما اللذين فى المقدم وأما من الأجزاء التى عن جانبى المقدم فإنهما تقبلان تركب الأوتار الغشائية عليهما وجوهرهما لحم فى طولهما كله من فوق إلى أسفل وليس يرى لهما وتر ظاهر حتى أن اتصالهما والتحامهما بعظم العانة إنما هو بلحم وهما فى هذه الأجزاء متحدان اتحادا خالصا وأول موضع يصيران فيه كذلك أسفل من السرة لأن ما أرفع منهما عن هذا الموضع فالأمر فيه على ما وصفت قبل من أنها أجزاء بعضها قريب من بعض مضام لها غير أنها ليس بمتحدة فهذه ضعه الزوج الثالث من الثمانى العضلات التى على البطن فأما الزوج الرابع الذى بقى فإنه ينبت من الخط القائم من خطوط عظم الخاصرة ومن الزوائد التى عن جانبى فقار القطن وليس كل واحدة منهما ساعة تنبت من أول أمرها عضلة لكنها من جنس الأغشية قوى ينبت من تلك العظام التى ذكرتها ثم إنه إذا مر اكتسى ليفا ذاهبا بالعرض ثم صار إلى حال يصير بها فى مثال العضلة وهذه العضلة تنبسط على الأجزاء الداخلة من طرف كل واحد من ضلوع الخلف وتتصل وتلتحم بها وكما أن كل واحدة منهما إذا اكتست ليفا صارت عضلة كذلك إذا هى القت عنها الليف وتجردت انتهت إلى وتر عريض وهذان الوتران يفوتان كثيرا من الأطباء كما تفوتهم أشياء كثيرة مما قدمت ذكره وذلك أن كل واحد منهما من جنس الأغشية ويلتحم على الصفاق فيصير منهما جميعا شىء مركب لا يراه الناظر إليه مركبا لكن يظن به انه غشاء واحد بسيط ولهذا ينبغى لك أن تلتمس الاحتفاظ بالتحامها فى الموضع الذى عنده أولا ينشآن الوتران من اللحم ويركبان على الصفاق فإنه إن انقطع الوتر من اللحم لن يمكن بعد ذلك أن تخلص إلا أن يكون المخلص لهما محنكا مدربا عالما بطبيعتها ومما يدل على ذلك أن البطن إذا وقع فيه خرق وأرادوا المعالجون خياطته علقوا الشىء المركب منهما ومدوه بالصنارة إلى فوق وخيطوه كأنهم إنما علقوا وخيطوا الصفاق أعنى بقولى شىء مركب منهما جميعا أى من الصفاق الذى هو صفاق بالحقيقة ومن منتهى العضلة التى من جنس الأغشية والصفاق شبيه بنسج عريض من نسج العنكبوت منبسط رقيق جدا وليس على مثال كثير من الأوتار التى وإن كانت ترق وتتغير إلى مثال الأغشية لكن لمن أجاد التفرس فيها والنظر إليه فى موضع ضىء نير رأى فيها ليفا دقاقا وأما الصفاق فليس هو كذلك لأنه على ما وصفت بسيط وكله مندمج متحد فى نفسه قطعة واحدة وهو بالحقيقة واحد من الأجسام المتشابهة الأجزاء وأنت تراه كيف هو فى طبيعته فى الأجزاء السفلانية حيث يبقى وحده لمفارقة العضلتين الذاهبتين عرضا له وذاك أن هاتين تتصلان وتتحدان بالعضلتين المنتصبتين الذاهبتين فى الطول فى هذا الموضع وتفارقان الغشاء الذى يسمى بارطونيوس فقد أتينا من ذكر الثمانى العضلات التى على البطن بما فيه كفاية يحتسب الضرب الأول من تشريحها الذى اقتصصته هاهنا.