Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Anatomicis Administrationibus I-IX,5 (On Anatomical Procedures)

| وهذا موضع ينبغى لنا أن نخبر فيه بجوهر جرم العروق والشريانات ما هو ونجعل مبدأ كلامنا هذا فنقول إن العروق التى فى البدن كله خلق كل واحد منها من طبقة واصدة خاصية به وذاك أن الغشاء الذى ربما جلل العرق فى بعض المواضع حيث يحتاج منه إلى ذلك إما ليرتبط به مع بعض الأعضاء وإما ليتمكن به ويثبت فى موضعه وإما ليتغطى ويتستر بع فإنما يصحب العرق فى ذلك الموضع وحده فأما الشريانات فلكل واحد منها طبقتان خاصيتان والطبقة الداخلة فكأنها فى ثخنها خمسة أضعاف الطبقة الخارجة وهى أيضا مع هذا أصلب منها وإذا بعضها وجدتها تنحل إلى ليف مستدير يذهب عرضا وأما الطبقة الخارجة وهى الطبقة التى للعروق فليفها ليف يذهب على الاستقامة بالطول وفيها مع هذا شىء بعد شىء من الليف مورب تأريبا يسيرا وأما الليف المستدير الذاهب عرضا فليس فيها منه واحدة والطبقة الداخلة من طبقتى الشريانات وهى الطبقة الثخينة الغليظة الصلبة كالجلد فى داخلها مما يلى سطحها الداخل شىء شبيه بنسيج العنكبوت يظهر ظهورا بينا فى الشريانات الكبار وبعض الناس يعده طبقة ثالثة للشريان فأما طبقة رابعة خاصية فليس للشريان أصلا لكن قد يلتف على بعضها كما يلتف على بعض العروق غشاء رقيق يستدير حولها ويتطبق عليها ليغطيها أو ليسندها ويدعمها أو ليربطها مع الأعضاء القريبة منها وأكثر ما يكون ذلك للعروق والشريانات التى فيما دون الحجاب من الصفاق كما وصفت قبل وأما فى ما فوق الحجاب فى داخل الصدر فمن الغشاء المستبطن للأضلاع فالعرق الذى منشؤه من التجويف الأيمن من القلب حاله حال الشريانات التى فى جميع البدن وهو ينقسم فى الرئة كلها والعرق الذى منشؤه من التجويف الأيسر من القلب حاله حال العروق التى فى جميع البدن فالرئة ينقسم فيها ثلاثة أوعية أحدها منشؤه من التجويف الأيسر من القلب ويسمى شريانا عرقيا والآخر منشؤه من التجويف الأيمن من القلب ويسمى عرقا شريانيا والثالث هو قصبة الرئة وأقسامها التى تسمى شريانات خشنا وكلها مركب من غضاريف شكلها شكل السين فى حروف اليونانيين وهو هذا C والجزء المستدير من هذه الغضاريف فى القصبة الكبيرة نفسها فى الرقبة التى هى عند أقسامها المتفرقة فى الرئة إذا انبثت إليها بمنزلة ساق الشجرة عند أغصانها والأقسام المتفرفة من تلك القصبة بمنزلة الأغصان من الشجرة هو موضوع من قدام والجزء الباقى الذى يعجز عنده الغضروف عن أن يكون دائرة تامة هو موضوع من خلف والقصبة فى الرئة ملازفة للمرىء واقسامها فى الرئة ملازقة لأقسام العرق الذى سمينا قريبا عرقا شريانيا 〈...〉 والمواضع التى فيما بين هذه الأوعية الثلاثة فى الرئة مملوءة من الجوهر الخاص بالرئة وهو لحمها وقد يمكن أن تشرح الرئة بعد إخراجها من الصدر كما يمكن ذلك فى القلب ولكن ليس يمكن أن تعرف مشاركة الرئة والقلب للأغشية إذا أخرجا عن الصدر والأمر فى ذلك على ما وصفت قبل من أنه ينبغى إذا أنت فرقت بين 〈بعض〉 الأغشية القاسمة للصدر كله وبين بعض أن تقطع القس بالطول من حيوان قد مات ثم تنحى جزءيه إلى الجانبين.