Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Anatomicis Administrationibus I-IX,5 (On Anatomical Procedures)

| وإذ كان الأمر على هذا فالعمل الذى يوهن ويفسد فعل العضل الذى فيما بين الأضلاع بقطع العصب أفضل وأجود وليكن هذا القطع فى الموضع الذى هو أول مبدأ حد عضل الصلب ولا خفاء عليك بأن ذلك عن جانب الفقار وقد يمكنك أيضا أن تقطع هذا العضل لكن يعسر عليك أن تدخل تلك العصبة التى تكشف عنها صنارة تنفذها من اللحم وينبغى أيضا أن تكون الصنارة على مثال الصنارات التى نستعملها فى علاج العلة التى يقال لها باليونانية قرسوس وهى عروق تتسع وتعرض أعنى أن تكون جملة الصنارة قليلة الطول ويكون آخرها معقفا ويكون منتهى طرفها المعقف من الحدة وخلافها فى حد لا يعسر معه إنفاذها وإدخالها تحت العصبة التى قد كشفت ولا ينثقب به الغشاء المستبطن للأضلاع وذلك أن الصنارة التى يكون رأسها كثير الحدة يعرض لها فى بعض الأوقات أن تثقب والصنارة التى رأسها فى غاية الكلال [أعنى خلاف الحدة] لا تنفذ فى الأجسام الموضوعة تحت العصبة ألا بكد فينبغى إذا ألا تكون كثيرة الحدة ولا كثيرة الكلال لكن يكون طرفها من الدقة إذا أدخل تحت العصبة لم يعقه ليف العضل الموضوع تحت العصبة عن النفوذ لكن ينفذ فى جميعه بسهولة فإذا أنت مددت جميع العصبة بصنارة حالها هذه الحال فمن ساعتك أخرجه كما أنت على الصنارة إلى مسافة كثيرة بمنزلة ما لو أنك كنت أذخلت تحتها ميلا ذا رأسين أو غير ذلك مما أشبهه كيما تنشال العصبة وتمتد عليه وتصير مرتفعة ثم خذ العصبة وامسكها بأصابعك واجذبها من أصلها ورأسها وهو النخاع إلى ناحية طول الضلع بحيث الموضع الذى كانت عليها فى أول الأمر وربما عرض فى هذا المد والاجتذاب إذا هو كان قويا أن تتهتك العصبة من النخاع وهذا شىء لا يضر فيما تريده من إفساد فعل العضلة التى فيما بين الضلعين لكن فيه مضرة من باب آخر سأخبرك به بعد قليل فليس ينبغى لك إذا أن تمد العصبة مدا كثيرا تبلغ بها إلى أن تتهتك من أصلها ومن بعد مدك إياها أدخل تحتها إبرة معقفة فيها خيط كتان وأنفذ الإبرة من تحت العصبة وإذا فعلت ذلك فخذ الخيط بيدك واربط به العصبة بالقرب من النخاع ما أمكن ذلك وذاك أن قصدك إنما هو أن ترخى وتعطل جميع العضلة التى تأتيها تلك العصبة وهذا شىء إنما يكون على المكان إذا كانت العصبة كلها قد سبق إليها الاسترخاء والتعطل والعصبة يعرض لها هذا بأسهل الوجوه متى جعلت ربطك إياها بالقرب من أصلها وقد يمكنك أن تعمل هذا العمل من غير إبرة بصنارة مثقوبة كما من عادتى أنا أن أفعل فى العصب المجاور لعرقى السبات فهذه أشياء يمكنك أن تفعلها إذا أنت أردت ان تبحث فيما بينك وبين نفسك عما يعرض للحيوان عند ما يربط العصب وأما متى أردت أن يقف غيرك على ذلك وتبينه له فأجود أن تتقدم فى إعداد ذلك فى جميع العصب بأن تدخل تحته خيوطا من غير أن تربطه فإنك إذا فعلت ذلك كان الحيوان يصيح عندما يضرب ثم إنه بعد ذلك إذا انقطع صوته دفعة عندما يربط العصب بالخيوط دعى جميع من يحضر ذلك ويراه إلى التعجب منه وذاك أنه يسبق إلى الظن أن هذا أمر عجيب يكون عندما رطب فى الظهر أعصاب صغار ذهب الصوت وبطل وليكن أعوانك فى هذا البيان عدة كثيرة كيما يربطوا العصب كله سريعا وإن لم يكن من رأيك أن تحل الرباط فاستوثق منه كيف شئت وأما إن كنت تريد أن تعود فتحل الرباط وتظهر لمن يحضرك وترى ما يفعل أن الحيوان قد عاد إليه صوته فصاح فإن ذلك مما يكثر به تعجبهم فاجعل الرباط بسوطة ولا تشده 〈شدا〉 شديدا فإنك تنتفع بالسوطة فى أنك إذا أردت حل الرباط حللته سريعا لأن الرباط الذى يسمونه اليونانيون الأعمى وهو المعقود بعقدة يعسر حله جدا وتنتفع باعتدال شدك بخيط الرباط أنك ساعة تحله يصيح الحيوان لأن العصب إذا ربط رباطا قويا يضغطه ضغطا شديدا إن كان الخيط غليظا صلبا يشدخ العصب وإن كان لينا دقيقا دخل الخيط فيه حتى يجزه ويقطعه ومتى أصاب العصب هذا لم يقدر أن يفعل فعله مرة أخرى عند حل الرباط منه وهذا شىء أنا كما علمتم بتوقيى وحذرى منه قد جعلت مرارا كثيرة الرباط بخيوط قوية من خيوط الشد أو من خيوط صوف مغزول وبعض العصب متى ناله أدنى شدخ لم يفعل فعله فى ذلك الوقت الذى يحل عنه الرباط ثم إنه بعد قليل يعود إلى طبيعته والذى كنت قلته لك قبل من أنك متى هتكت العصبة عند مدك لها كان فى ذلك ضرر فى هذا التشريح هو هذا الذى قلته لك هاهنا وذاك أن الحيوان لا ينتقل ولا يتغير دفعة عن أن قد كان له صوت إلى أن صار لا صوت له ولا إذا حل عنه أيضا الرباط صاح من ساعته وأما فى أن يصح عندك العارض الذى يعرض للحيوان فبأى شىء انزلت المضرة بالعصبة فلا عليك ولا غناء بك فى هذا العمل الذى ذكرناه عن معرفة هذه الأشياء التى أصفها لك أولها أنك تجد العصبة المدودة إلى جانب الأضلاع الأرفع أشد قربا منها والعصبة المدودة إلى جانب الأضلاع الأخفض بعيدة عنها قليلا إلى ناحية أسفل فيكون بهذا السبب إدخالك الصنارة تحت العصبة عند الأضلاع الأخفض أسهل ثم يحتاج أن تعلم بعد هذا أن مقدار الضرر ليس بمتساو على الحقيقة فى جميع المواضع التى فيما بين الأضلاع لكن الضرر فى المواضع التى فيما بين ضلوع الخلف قليل ومقدار قلته كمقدار قلة العضل الذى فى تلك المواضع عن العضل الذى هو أرفع موضعا منه وكذلك أيضا العضلة التى فى الموضع الأول من المواضع التى بين الأضلاع متى فسد فعلها كان الضرر يسيرا والعضلة التى فى الموضع الثانى من المواضع التى فيما بين الأضلاع يحدث عنها ضرر أعظم من الضرر الحادث عن تلك ولا يزال الضرر يتزيد على هذا المثال عند فساد فعل كل واحدة من العضل الباقى فيكون فى كل واحدة أعظم منه فى التى قبله أعنى فساد فعل العضلة التى فى الموضع الثالث من المواضع التى بين الأضلاع والتى فى الموضع الرابع والتى فى الموضع الخامس والتى فى الموضع السادس والتى فى الموضع السابع وذاك أن الأربعة المواضع التى فيما بين الأضلاع بعد هذه إنما هى لضلوع الخلف ويبلغ من قلة مقدار الضرر الحادث عنها أن الأخير منها لا يحدث عنه ضرر يدركه الحس وكثيرا ما يكون الضرر الحادث عن الأول منها فى غاية الخفاء والصعف ولهذا من عادتى فى مثل هذه البيانات أن أدع مرارا كثيرة هذه المواضع ولا أقربها كيما أتمم عملى سريعا والعصبة التى فى آخر موضع من المواضع التى فيما بين الأضلاع عصبته يسهل أخذها وضبطها باليد جدا وأما العصبة التى فى أول موضع من المواضع التى فيما بين الأضلاع فعصبة يعسر ضبطها جدا بسبب أن فى وجهها أجساما كثيرة تواريها وبسبب أنها عصبة صغيرة جدا كما أن جميع ذلك الموضع صغير جدا والموضع الأخير أيضا من أسفل هو صغير جدا غير أن عصبته ليست بصغيرة وذاك أن مقادير العصب فى المواضع التى فيما بين ضلوع الخلف خارجة عن مساواة المواضع إلى الزيادة وذلك أن العصب هناك ليس إنما يتفرق وينبث فى تلك المواضع التى أسفل من الأضلاع 〈...〉 فإنها إنما تنقسم فى عضلة ذلك الموضع فقط وهى عضلة صغيرة جدا فقد بقى من المواضع التى فيما بين الأضلاع تسعة مواضع تحتاج إلى هذا التشريح الذى ذكرناه وأنتم تقدرون أن تفعلوا فى البيانات كمثل ما رأيتمونى فعلت حيث أحضرنى قوم صدرا لأشرحه فكنت أنا ساعة أحضرونيه أصف ما سوف يتبين وتقدمت إلى قوم أخر وأمرتهم أن يضبطوا العصب ما دمت أنا أتكلم فجعلت البيان بذلك †الدوا طبب † عند من حضره وأما أنت فمتى التمست أن تبين التشريح وحدك لنفر يسير ممن يحب التعب ويحرص على التعلم فالأمر فى ذلك بين لك وإن أنا لم اصفه أنه ينبغى أولا أن تختار بيتا ملئ ضوءا ثم تختار بعد ذلك سكينا أحد ما يمكن فإنى قد قلت قبل إن السكين إذا كانت على هذه الصفة فهى أصلح وأوفق للقطع المستقصى وينبغى لك أن تستعمل منها الموضع المحدب خاصة وتكون صعتها ليست على مثال واحد من الجانبين فيكون لها جانبان يقطعان وكلاهما محدبان لكن يكون أحد الجانبين منها عميقا مقعرا ويكون الجانب الآخر المقابل لهذا محدبا وبهذا الجانب خاصة آمرك أن تقطع بعد أن تكون قد تقدمت أولا فرضت نفسك بالوجه الذى وصفته لك ثم رضتها بعد ذلك فى خلافه على ما سأصف لك بعد أن أذكرك أولا بالوجه الذى وصفته قبل وهو الذى أمرتك فيه أن لا تجعل قطع العضلة التى فيما بين الأضلاع فى وسطها ولا بالقرب من الضلع الأرفع لكن فى الأجزاء العالية من الضلع الأسفل فإنك إذا خلصت هاهنا من العضلة ما هو لاصق بها من الليف أمكنك أن تكشطه قليلا قليلا حتى تبلغ إلى الضلع الأرفع إلى أن تلقى العرق الموضوع مما يلى ظاهر البدن ثم تلقى بعده الشريان والعصبة وكل ذلك ممدود إلى جانب الضلع إلا أن العصبة أقربها منه فإذا أنت رضت نفسك هذه الرياضة بأن تنظر إلى وضع هذه أولا فى بدن حيوان ميت نظر استقصاء عاود التقدم فى الرياضة أيضا فى بدن حيوان ميت أن تكون فى ضربة واحدة تكشف عن العضلة إلى جانب الموضع الأسفل من الضلع الأعلى فتعطع ما هو موضوع عليها من الليف وتستبقيها هى سليمة لا آفة بها وأوفق الآلات وأصلحها لهذا العمل الآلة التى يسميها أصحاب التشريح آسية إذا كانت محدبة وإنا كما علمتم إنما نستعمل هذه الآلة فأقطع بها الليف إلى جانب الحرف الأسفل من كل واحد من الأضلاع وأكشف عن العصبة بعض الأوقات إذا لم يتهيأ لى المقدار المعتدل فى أول مرة أقطع بلغت حاجتى فى المرة الثانية وأما أنت فإن كشفت فى مبدأ أمرك فى ثلاث ضربات أو فى أربع فليس ينبغى لك أن تأيس من بلوغ الأمر لكن أقبل على بقراط واسمع قوله حيث يقول إنه ينبغى لك يا هذا أن تلتمس اعتياد كل ما ينبغى لك أن تعمله ثم خذ نفسك بالإدمان بعناية وحرص كيما ترتاض يدك فإنك سوف تدرك بآخره ما تريد وتصل إلى غرضك فى وقت ما فتكشف عن العصبة فى ضربة واحدة ومع رياضتك نفسك فى هذه الأشياء لا تتوان أيضا عن تجويد إدخال الصنارة تحت العصبة والتمس أن تفعل ذلك من غير أن تثقب ولا تهتك ما أمكنك شريانا أو عرقا وألامر على ما وصفت قبل من أنه متى نال العصب آفة تعطل بذلك صوت الحيوان وعرض له مع ذلك عارضان آخران قبل ذهاب صوته وهاذان العارضان هما العارضان اللذان بينت فى كتاب الصوت أن ذهاب الصوت تابع لهما وأحد هاذين وهو الأول منهما هو سبب ذينك الآخرين أعنى بالأول انقطاع حركة العضل الذى بين الأضلاع والعارض الثانى بعد هذا تعطل مجىء الهواء بالعجلة إلى خارج الذى أسمى أنا النفخة والنفخة مما لا يمكن أن يكون الصوت خلوا منها كما قد بينت ذلك فبهذا السبب صار يتبع هاذين العارضين عارض آخر رابع يحتاج فى إيضاحه وشرح أمره إلى كلام فيه خاصة وأنت تقدر أن تعرف هذا معرفة ظاهرة فى التشريح متى تبعت بسبق كلامى هذا وفهمته.