Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Anatomicis Administrationibus I-IX,5 (On Anatomical Procedures)

| أقول إن العصب الذى عند الشريانات التى يقال لها شريانات السبات والشريانات المسبتة التى قد كانوا يعرفونها معلمونا أيضا متى أصابتها إحدى هذه الآفات التى ذكرناها قبل صار الحيوان بسببها عديم الصوت إلا أنه ليس تكون حاله فى عدم الصوت بسبب هذا العصب كحاله فيه بسبب العصب الذى فيما بين الأضلاع وذلك أن العصب الذى عند الشريانات المسبتة متى نزلت بها آفة بقى للحيوان من صوته شىء شبيه بالصوت الأبخ كأنه غطيط من يغط وينخر فى نومه وهذا الصوت يذهب ويبطل متى استرخى وتعطل العضل الذى فيما بين الأضلاع وهذا العضل يسترخى ويتعطل بالعجلة إما بأن يقطع ما فيه من الليف على ما وصفت وأما بأن تقطع الأضلاع وإما بأن ينال عصبة كل واحد منه ضرر وآفة فى أصلها وإما بأن يقطع النخاع ويبتر كله فى مبدأ الظهر وفى هذا العمل خاصة يبطل ذلك الصوت الأبخ ومع هذا القطع يسترخى جميع الأعضاء السفلانية وتتعطل حركتها أعنى بلأعضاء السفلانية العضل الذى فيما بين الأضلاع والعضل الذى على البطن وقد ذكرنا أمر هذا العضل الذى على البطن فى المقالة الخامسة من كتابنا هذا حيث أوضحنا ولخصنا فيها السبيل الذى به يصل الرجل إلى تفصيلها وتلخيصها بعضا من بعض بأفضل الوجوه وهى ثمانى عضلات ويسترخى أيضا ويتعطل مع هذا العضل العضل الذى فى الدبر وفى الفرج وفى المثانة وفى الرجلين وأما الحجاب فإنه وإن كان موضعه أسفل من موضع العضل الذى فيما بين الأضلاع لا يسترخى ولا يتعطل لأن مبدأ عصبه أرفع موضعا من موضع جملة الصدر وكذلك ايضا الست العضلات العليا التى تأتى من الرقبة وتبسط الصدر وخاصة الجزء الأعلى لا ينالها شىء من الضرر لأن عصب هذه العضلات أيضا إنما هو من النخاع الذى فى الرقبة وقد رأيتمونى أيضا على رأس الملأ بينت هذا الأمر الذى أصفه حين دفع إلى صدر أشرحه واضطرنى الأمر إلى أن مكثت أياما كثيرة متوالية أصف وأبين ما فيه معا وذاك أن النخاع لما قطع وبتر كله فى مبدأ الصدر وهو الموضع الذى فيما بين هاتين الفقرتين أعنى الفقرة السابعة والفقرة الثامنة وقع ذلك الحيوان مستلقيا على جنبه وكان لا يتحرك إلا الأجزاء السفلانية من صدره فقط بتحريك الحجاب لها لأن الحجاب كان صحيحا سليما وكل حيوان فهو فى وقت ما يحتاج إلى تنفس صغير إنما يستعمل فى تحريك صدره الحجاب وحده حتى إذا فاجأه أمر يخرجه إلى حاجة إلى نفس عظيم إما لأنه يتعب تعبا شديدا بأى وجه كان ذلك وإما لحمى تأخذه وإما لأن بدنه يتحلل بسبب حرارة قوية فى الهواء أو بسبب علة أخرى اضطره ذلك إلى أن يزيد على فعل الحجاب ويضم إليه فعل العضل الذى بين الأضلاع وإن أخرجه الأمر إلى الحاجة إلى أكثر من ذلك استعمل عضله الأعلى مثال ذلك ما رأيتموه من ذلك الحيوان أنه حين قطع نخاعه فى مبدأ ظهره سقط من ساعته وبقى ملقى على جنبه وذهب صوته ولم يكن يتحرك من جميع أجزاء صدره إلا الأجزاء السفلانية وحدها التى تتحرك بحركة الحجاب إذا هو تحرك ورأيتم أيضا أن حركة الصدر تظهر ظهورا بينا عند ما يكشف جميع ما حوله من الجلد وذلك أن جميع العضل الذى فيما بين الأضلاع كان يرى فى ذلك الوقت عديم الحركة أصلا وكانت الأجزاء السفلانية من الصدر تنبسط وتتأدى منها إلى فوق حركة ضعيفة فعمدت إلى ذلك الحيوان الذى كان على هذه الحال كما قد علمتم وقطعت منه مبدأ العصب الذى يأتى الحجاب فلما قطعت هذا العصب سكن الموضع الأسفل من الصدر وأمسك عن الحركة واضطر الأمر العضل المرتفع من عضل الصدر إلى أن يكون هو يقوم بفعل ما يحتاج إليه فكان يرى الموضع الأعلى من الصدر ينبسط بهذا العضل انبساطا بينا ثم إنى أخذت حيوانا آخر فقطعت منه ما فى الرقبة من أصول العصب الذى يأتى الحجاب وأريت من حضر وبينت له على المكان أن الموضع الأسفل من الصدر قد انقطعت حركته وإن الذى يفعل هذا العضل الذى بين الأضلاع فلما قطعت أيضا النخاع لا تحرك من صدره إلا الأجزاء السفلانية منه فقط ثم إنى أخذت حيوانا آخر قد عدا عدوا شديدا حتى احتاج إلى نفس عظيم فقطعت منه كما قد علمتم النخاع عند مبدأ الظهر فرمى نفسه على المكان على جنبه وجمل يحرك جزءى صدره كليهما أعنى الجزء الأعلى والجزء الأسفل وذلك أنه لما احتاج إلى تنفس عظيم لم يكتف بالحجاب وحده فالحيوان إذا هو تنفس بالعضل الأعلى من عضل صدره تبينت الحركة فى كتفيه أجملهما ظاهرة إلى موضع رأسى الكتفين وأما إذا هو تنفس بالحجاب وحده ففى وقت إدخال الهواء بالتنفس يرتفع منه مراق بطنه وينقبض منه فى وقت إخراج الهواء بالتنفس المراق ويبقى عضل الكتفين لا يتحرك فأما إذا استعمل الحيوان فى حركة صدره العضل الذى فيما بين أضلاعه وحده فالكتفان يكونان غير متحركين وأما مراق البطن فيتحرك بخلاف ما كان يتحرك والفعل للحجاب فينقبض عند إدخال الهواء بالتنفس وينبسط ويعلو عند إخراج الهواء بالتنفس فإن أردت أن ترخى وتعطل الكتفين فافعل ذلك على ضربين مرة بأن تعطع ذلك عرضا ومرة بأن تنزل بعصب ذلك العضل آفة فإن هذا أمر ينبغى لك أن تعرفه فى جميع العضل عامة أنك إن اضررت بعصبة العضلة وإن قطعت جميع ليفها عرضا صارت جملة العضلة بذلك عديمة الحركة على المكان وإذ كان الأمر على هذا فلا بد لك من أن تكون عالما بمبدأ العصب المتقسم فى العضل وبموضع ليف العضل فإن بعض ليف العضل يجرى منحدرا من فوق إلى أسفل بمنزلة ليف عضل وسط الصدر من قدام وبعضه يجرى مائلا إلى جانب بمنزلة ليف العضل الذى من خلف وبعضه يجرى ذاهبا فى طول العضلة كله بمنزلة ليف جميع العضالات الأخر فى المثل وبعضه يجرى على خلاف ذلك بمنزلة ليف العضل الذى فيما بين الأضلاع فأنت على ما وصفت لك متى أرخيت وعطلت العضل المرتفع فقط فالحيوان إن لم يحتج فى ذلك الوقت إلى تنفس عظيم اكتفى بالحجاب وحده وإن احتاج إلى ذلك ضم إليه وزاد معه فعل العضل الذى بين الأضلاع وقد وصفت جل الآلام والعلل التى يحتاج الحيوان معها إلى أن يكون إدخاله لهواء التنفس عظيما وقد ينضم إليها ويزيد فيها مرة بعد أخرى شىء ليس بألم وعلة لكنه جميعه من الحيوان إذا هو أراد أن يصيح صياحا عظيما فكما أن المنادين متى أرادوا أن يرفعوا أصواتهم استنشقوا وأدخلوا من هواء التنفس شيئا كثيرا [و]كيما يكون ذلك عدة ومادة عزيزة للصوت كذلك نجد بعض الحيوانات التى نشرحها يفعل كثيرا فهذه أمور لا بد لكم من أن تكون حاضرة لذكركم ضرورة وكذلك جميع ما يتبعها وفى الأشياء التابعة لها افرادى أرى أن الأجود اقتصاصها لكم وخاصة ما كان منها أجزاء من الأعمال التى ذكرتها قبل.