Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Anatomicis Administrationibus I-IX,5 (On Anatomical Procedures)

| وأما الآن فإذ كنت قد اعتزمت وقصدت فى كلامى هذا على أن أصف الحال فى أعضاء القرود قبل جميع الحيوانات فإنى أشرح القرد فتنظر الحجاب ينحدر فيه الى الفرقة الواحدة ولعشرين وتنظر إلى عضلتى المتنين ترتقيان إلى الفرقة الثامنة عشرة إذا عددت من الرأس وتنظر إلى العضل الموضوع تحت المرىء إذا صار التشريح على المراتب إليه ينحدر إلى الفقرة الحادية عشرة من الرأس وجل عظم الصلب تجد له من داخل عضلا خلا الفقار الوسطانية من فقار الصلب وإنك تجدها عريانة مجردة أصلا من العضل ومبلغ عدد هذه الفقارات ست فقارات فالعضل الذى يجىء من الرأس يثنى جميع الجزء الأعلى من عظم الصلب وعضلتا المتنين تثنيان الجزء الأسفل منه فقط وأما الجزء الذى بين هاذين الجزءين فإنه يتحرك مع هاذين الجزءين اللذين عن جانبيه وإذ كنت قد كشطت أكثر الأجزاء التى أسفل من الحجاب فلا بأس بأن تكشط أيضا الغشاء المغشى بعضلتى المتنين وهذا الغشاء هو على ما سوف أصف بعد جزء من الصفاق الذى على القطن فإذا كشف هذا رأيت المتنين وهما عضلتان من كل جانب واحدة مضامة إحديهما الأخرى ممدودتان فى طول عظم الصلب من المبدأ الذى ذكرته قبل فى طول القطن كله فإذا صارتا بالقرب من عظم العجز الذى يسميه كما قد علمت بعض الناس العظم الاكبر تباعدت الواحدة عن الأخرى واتصلتا والتحمتا بالمواضع التى فى داخل الخاصرتين مع أنه ينبت معهما هناك لحم آخر كثير يتولد من عظمى الخاصرتين فاتبع اللحم الذى يجىء من فوق وهو الذى يقال له المتنان واللحم الذى يلتف معه من عظمى الخاصرتين فإنك تجد وترين لكل واحدة من عضلتى المتنين وتر من الأوتار التى قد جرت عادة أصحاب التشريح بأن يسموها أطراف عضل عصبانية وأحد هذين الوترين وهو الداخل منهما الذى الأولى بنا ان نظن به أنه رباط لا وتر يتصل ويلتحم بالموضع خاصة الذى يضام فيه عظم العانة بعظم الورك وأما الوتر الآخر فإنه يبلغ إلى الزائدة الصغرى من الزائدتين اللتين دون عنق رأس الفخذ والوتر الأول منشؤه من الجزء المرتفع الخلف من المتنين ومنبته يمر على الموضع الداخل والوتر الثانى منشؤه من الجزء الأسفل من المتنين المدود إلى جانب هذا من خارج وينبت أيضا من جزئهما الذى يلتف إلى هذا الجزء من عظم الخاصرة والرباط الأول طويل وأما الوتر الذى ينحدر إلى الزائدة الصغرى من زائدتى عظم الفخذ فقصير لكنه مع قصره ليس بضعيف ولكن دع هذا فى هذا الوقت واستبقه إلى أن تصير إلى تشريح العضل المحرك لمفصل الورك وأما العصبة الأخرى فتثبت فيها حسنا فإنك تجدها أصلب وأشد بياضا من الوتر لأنها من جوهر الرباط ولذلك ينبغى لنا أن نتوهم أنها رأس لا منتهى الأجزاء الداخلة من المتنين ويصير الأجزاء الخارجة منهما أيضا رأس آخر منبته من عظم الخاصرة وهو أصغر من الرأس الذى منبته من داخل بكثير ومنفعته كمنفعة ذلك بعينها وذاك أنه امتدا جزآ المتنين اللذان ذكرناهما إلى ناحية أسفل ثنيا جميع ما فى القطن من أجزاء عظم الصلب مع شىء من فقار الصدر المحاذية له وكذلك أيضا العضل الموضوع تحت المرىء الذى سأذكره بعد يثنى الموضوع الأعلى من عظم الصلب مع أنه يحرك شيئا من الفقار التى بين الكتفين فأما عضلتا المتنين ففيهما رأس الوتر الذى يبلغ الزائدة الصغرى من زائدتى عظم الفخذ وأما الأجزاء التى عن جنبتى هذا الرأس فإنما هى منتهيات لا رؤوس العضلتين اللتين تثنيان عظم الصلب كلتيهما فتصير لكل واحدة من عضلتى المتنين ثلاثة أجزاء جزء واحد داخل مبدؤه الذى من فوق أرفع وجزء آخر وسط يبتدئ من منبت أشد تفسلا والجزء الثالث من هذين الجزء الخارج الذى له اتصال لحمى أشد تفسلا من منبت الجزء الوسط ورباط هذا الذى من أسفل يبتدئ من الموضع المرتفع من الخاصرة ولذلك صار الجزء أقل طولا من ذينك الجزءين الآخرين كما أنه أقل غلظا منهما.