| فأقول إن فى تشريح العضل الذى بين الأضلاع ينبغى لك أن
تبتدئ بكشفه على ما وصفت إلى جانب الحرف الأسفل من كل واحد من
عظام الأضلاع فإذا ظهرت لك العضلة فتفرس وانظر معها إلى العروق
والشريانات فإنها موضوعة مما يلى ظاهر البدن أقرب من العصب إلا أنها
أخفض وأسفل موضعا من العصب بشىء يسير فإذا أدخلت تحت العصبة
الصنارة الصغيرة من الموضع الأعلى إلى جانب حرف الضلع فاحرص ما أمكنك
أن تأخذ العصبة خلوا من العرق والشريان القريبين منهما وخاصة خلوا من
الشريان فإنه إذا انبثق منه دم قويا عمى موضع العصبة وأخفاها فإن أنت
ثقبته فى وقت ما فتناول المبضع والسكين من ساعتك واقطعه قطعا
يبتره عرضا وهذا النوع من منع الدم يعم جميع الشريانات والعروق التى
ينبثق منها دم لأن من شأن العروق والشريانات أن ينجذب وينقبض كل
واحد منهما إذا انفصلا إلى الجزء الذى يليه وإن اتفق أن يكون ذلك الجزء
مغطى بلحم كثير صار ذلك اللحم ضماما وغطاء على ذلك الثقب وأما إن
كان ذلك الجزء عاريا من اللحم فالانتفاع بالقطع يكون يسيرا لكن العروق
والشريانات فى كل واحد من المواضع التى بين الأضلاع ليست بعارية من اللحم
ولذلك متى قطعت على النحو الذى وصفت انقطع ووقف انبعاث هذا الدم
فهذا مما كان ناقصا متخلفا عن هذا الكلام وكان يحتاج إلى زيادته وإلحاقه فيه
إذ كان مشاكلا لما تقدم خاصا به وكذلك أيضا الأمر فى قطع النخاع فأنا أقطع
النخاع كما قد علمتم أما فى الحيوان العظيمة الأبدان فبأن أقطع أولا الفقار
وأما فى الحيوانات الصغار بمنزلة الخنزير المولود منذ يوم أو يومين أو منذ
أيام يسيرة إن كان ولا بد فبآلة هيأتها أنا شبيهة بالآلة التى يقال لها
سكين سلائية التى هى شبيهة بالسلاة وينبغى أن تتخذ من حديد جيد
غاية الجودة بمنزلة الحديد الذى يسميه اليونانيون نوريقون [وهو...] كيما
لا تكل الآلة وتذهب حدتها سريعا ولا تنكسر ولا ينثنى ولتكن هذه الآلة
أغلظ من السكين السلائية كيما إذا أنت غمزتها على موضع اتصال الفقار تم
لك عملك بسهولة وقلة عناء وأنا كما قد علمتم مرة أدخل هذه السكين
الطويلة من بعد أن أقطع الجلد بسكين وأقطع ما بعد الجلد من الأجسام حتى
أصل إلى وصل ما بين الفقار وأسمى هذه السكين السلائية بهذا الاسم أعنى
سكين طويلة وهى سكين لها ضلعان حادان فى آخرها ينتهيان إلى رأس
واحد ومرة أدخل هذه السكين بعد أن أتقدم فأقطع زوائد الفقار من خلف أو
جميع حدبة الفقار من خلف مع زوائدها ومرارا كثيرة ايضا أكشط من عضل
الصلب كل شىء منه فيما بين شوك الفقار وبين منتهى زوائده التى عن
الجانبين كيما تظهر وتتبين بينا صحيحا مواضع وصل الفقار وأنا آمرك أن
تجعل همتك وتفقدك خاصة فى الزوائد التى يحدث عنها شوك الفقار فتنظر
كيف هى ذاهبة إلى فوق قليلا كيما تجعل من ساعتك أول ضربة تضرب فيها
السكين ضربة من فوق إلى أسفل موربة قليلا ليست بالذاهبة فى العرض على
الحقيقة ثم اقطع النخاع أسره عرضا ولا تدع شيئا منه غير مقطوع إلا أن
تحب فى وقت ما أن ترخى وتعطل نصفه بالتعمد †مثل كذلك† فإن هذا
أيضا أمر نافع جدا فى معرفة جملة طبيعته وجوهره وأنا واصف طبيعة النخاع
وجوهره فى المقالة الرابعة عشرة من مقالات هذا الكتاب وأما هاهنا فحسبك فى
استخراج ما تريد استخراجه أن تعلم هذا الذى أصفه لك وهو أن النخاع إن
قطع فى وسطه من فوق إلى أسفل قطعا مستقيما لم يرخ ذلك ولم يعطل
العصب الذى فيما بين الأضلاع ولا فى واحد من الجانبين أعنى لا العصب فى
الجانب الأيمن ولا الذى فى الجانب الأيسر وكذلك لا يعطل العصب الذى يأتى
القطن ولا الذى يأتى الرجلين وأما إن قطع عرضا نصفه فقط إما النصف
الأيمن وأما النصف الأيسر فجميع ما يحاذى من العصب الجانب الذى قطع
يسترخى ويتعطل فإن أحببت أن تجعل الحيوان ذا نصف صوت فاقطع هذا
القطع وأما إن أحببت أن تجعله عديم الصوت فاقطع من ساعتك النخاع كله
عرضا.