المقالة السابعة من كتاب جالينوس فى عمل
التشريح
| أريد أن أعلم الناس فى هذه المقالة كيف السبيل الذى ينبغى للمرء أن
يسلكه فى تشريح آلات التنفس ولأن هذه الآلات أيضا قد يعمها ويشملها الكلام
الذى تكلمت به فى آلات الغذاء فى أول المقالة السالفة قبل هذه فليس ينبغى لى
أن أردد ذلك الكلام هاهنا ولكن يجب ضرورة على كل واحد ممن يقرأ
كتابى هذا أن يكون ذاكرا له عند قراءته ما أريد ذكره من أمر هذه
الآلات فأقول إن الآلات الحقيقة من آلات التنفس هى الرئة والقلب
والصدر وبعد هذه الثلاثة أقسام قصبة الرئة والشريانات المنقسمة فى البدن
كله من التجويف الأيسر من تجويفى القلب وكلها تنبض على مثال نبض
القلب ولها أصل واحد تنبت فيه عامة وهو الشريان الأعظم الذى يسمونه
قوم شريانا عظيما مطلقا وقوم أخر شريانا غليظا وقوم أخر اورطى وقد
تسمى أيضا قصبة الرئة وأقسامها شريانات إلا أنها تسمى شريانات خشنة
وهذه الشريانات الخشن منها واحد هو أعظمها كلها وهو قصبة الرئة الذاهبة فى
طول العنق ومنها شريانات أخر تتفرع من هذا كثيرة تتفرق فى جميع الرئة
وفى الطرف الأعلى من قصبة الرئة عضو شبيه بالرأس لهذه القصبة وهو الحنجرة
وأهل عصرنا من أصحاب التشريح يسمون هذا العضو رأس القصبة وذلك
لأنهم يسمون الشريان الخشن الأكبر شريانا خشنا وقصبة فهذه الأعضاء كلها
خلقت للتنفس القصد الأول غير أن بعضها خلق لمنافع فيه لا بد منها
ضرورة فى بقاء الحيوان فقط وبعضها خلق لمنافع فيه للحيوان فيها موفق إلا أنها
ليست باضطرارية وقد ذكرنا ذلك وفصلناه فى كتاب منافع الأعضاء فى المقالة
السادسة والسابعة من ذلك الكتاب.