| ولكن ليس يمكنك أن تتبع أقسامه حتى ينتهى إلى آخرها وإن أنت
تفقدت حسنا وتثبتت فى موضع باب الكبد رأيت المجرى الذى يجرى فيه
المرار عند رأس الشعبة التى فى أول الأمعاء أسفل من البواب قليلا وأنت ترى
هذا البواب فى بعض الحيوانات أن الجزء الذى هو فيه من المعدة غليظ وأن
لجوهر المعدة حدا خاصا ينبت منها أولا المعاء الدقيق وبعض الناس يسمون
هذا ما دام على هذه الصفة معاء دون ان يتعرج وتصير له استدارات
ولفات وبهذا السبب بعض الناس يسمى هذا شعبة مطلقا وبعضهم يزيد فى
الاسم ويلحق معه شيئا آخر ويقول الشعبة الاثنتى عشرة إصبعا وربما كان
المجرى القابل للمرار عند موضع اتصاله والتحامه بهذه الشعبة تنشعب منه
شعبة صغيرة تذهب إلى موضع فوق البواب بقليل وترى أيضا جزءا منه
صغيرا جدا يتصل ويلتحم مع العرق الذى يصعد إلى الكبد بالغشاء الملفوف
على الكبد من خارجها من غير أن ينقسم معه فى العمق فإذا أنت تفقدت
هذه الأشياء كلها وتثبتت فيها باستقصاء فصر إلى حدبة الكبد وشرح
الطرف منها الذى كشفت فى الجانب المقعر منه عن العروق فإنك ترى
العروق تنقسم فى حدبتها على ذلك المثال خلوا من الشريانات فخلاء هذا
الجزء من الكبد من مجارى المرار أكثر من خلائه من الشريانات بكثير
وهذه المجارى يقال لها مجارى المرار والمجارى القابلة للمرة وكذلك المثانة
الموضوعة تحت الطرف الأعظم من أطراف الكبد قد يقال لها المثانة القابلة
للمراة ويقال لها المرارة وترى العروق هاهنا رقيقة مجردة معراة من كل جلال
غشائى مثل الجلال الذى لجميع العروق التى فى الجداول التى إنما يظن
بها بعض الناس أن لها طبقتين بسبب هذا الجلال وكل عرق فله ليف
مشتبك فيه اشتباكا مختلفا وطبقته الخاصية واحدة أبدا إلا أن يتهيأ له
موضع يمر فيه وهو متعلق ليس له شىء يسنده ويدعمه فيحتاج لذلك إلى
أغشية تكون له جنة ودماعة فأما جرم الشريان فأنا ذاكره فى المقالة التى
بعد هذه عند ذكرى لتشريح القلب.