| ومن بعد هذا العضل كله الذى ذكرناه ابحث حسنا عن جملة
طبيعتى عضلتى الصلب فإنهما تبتدئان من الفقرة الثانية ولكل عضلة منهما
رأسان متباينتان ويملأ وسطهما العضل الذى أغفله أصحاب التشريح الذى
قد ذكرته قبل ذكرا شافيا ولا تزالان دائما تتزيدان وتغلظان وان كانتا
تبتدئان من روؤس دقاق ولكن يتحد بهما من كل واحدة من الفقارة شعبة وإذا
هما جاوزتا الرقبة صارتا صالحتى المقدار والقوة ثم إنهما أولا تجتمعان وتنضم
إحديهما إلى الأخرى عند منتهى الرقبة وتصيران هناك عضلة واحدة عن كل
واحد من جانبى شوك عظم الصلب واحدة عن الجانب الأيمن وأخرى عن
الجانب الأيسر فيصير جميع رؤوس هاتين العضلتين أربعة وليفهما مورب
فبعضه يجىء من الأجزاء القدام مما يلى أسفل وبعضه بخلاف ذلك ويبتدئ
من الزوائد التى عن جانبى الفقار ويميل إلى خلف وإلى أسفل فتثبت فيهما
وتفقد أمرهما إذا أنت شرحت كل واحدة منهما وصرت إلى القطن فإن فى هذا
الموضع يتولد من رباط هناك ينبت من الموضع الذى عند شوك الفقار عضل
يجرى على وراب من المواضع السفلية إلى ناحية فوق قليلا عند الأضلاع
الأواخر من أضلاع الصدر وهذا العضل فى الحيوانات الأخر صالح المقادير
وأما فى القرود فهو أصغر على مثال جميع فى الصدر وهذا العضل يمد الأضلاع
الأواخر ويتصل ويلتحم أما فى الحيوانات الأخر فحتى يبلغ إلى نحو الضلع
الثالث والرابع إذا ابتدئ بعدد الأضلاع من الموضع الأسفل وأما فى القرود
فإنه يبلغ إلى الضلع الثانى والثالث من الأضلاع التى يقال لها ضلوع الخلف
ويلقى ربما ويماس الواحد بعد الواحد منها الضلع الرابع أيضا وأصحاب
التشريح ضربوا عن ذكر هذا العضل أيضا وأحسبهم إنما فعلوا ذلك لأنهم
قطعوا جزءا مع الثمانى العضلات التى على البطن وتركوا جزءا منها مع عضل
عظم الصلب.