Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: De Anima (On the Soul)

〈العقل الفعال〉

وكما أن فى جميع الطبائع شيئين أحدهما هيولى كل جنس (و〈هذه〉 الهيولى هى جميع الأشياء فى حد القوة)، والآخر علة فاعلة — وحالهما كحال الصناعة عند الهيولى — كذلك نجد باضطرار أن هذه الفصول للنفس: فالعقل الموصوف بجهة كذا وكذا يمكنه أن يكون الجميع، والعقل الفعال للجميع كانت فى حده وغريزته مثل حال الضوء: فان الصورة تجعل الألوان التى فى حد القوة ألواناً بالفعل. وهذا العقل الفعال مفارق لجوهر الهيولى، وهو غير معروف ولا مفارق لشىء. والفاعل أبداً أشرف من المفعول به، والأرخيه أكرم من الهيولى؛ وكذلك حال العقل الفعال. فأما العقل الذى حاله حال قوة فانه فى الواحد أقدم بالزمان، وأما فى الجملة فلا زمان. ولست أقول إنه مرة يفعل، ومرة لا يفعل؛ بل هو بعد ما فارقة على حال ما كان، وبذلك صار روحانياً غير ميت. (والذى دعانا الآن 〈إلى أن〉 قلنا إن هذا العقل لا يستحيل ولا يألم أن التوهم هو العقل الآلم، وإنه يفسد) وليس يدرك العقل ولا يفهم شيئ بغير توهم.

〈العقل الفعال〉

وكما أن فى جميع الطبائع شيئين أحدهما هيولى كل جنس (و〈هذه〉 الهيولى هى جميع الأشياء فى حد القوة)، والآخر علة فاعلة — وحالهما كحال الصناعة عند الهيولى — كذلك نجد باضطرار أن هذه الفصول للنفس: فالعقل الموصوف بجهة كذا وكذا يمكنه أن يكون الجميع، والعقل الفعال للجميع كانت فى حده وغريزته مثل حال الضوء: فان الصورة تجعل الألوان التى فى حد القوة ألواناً بالفعل. وهذا العقل الفعال مفارق لجوهر الهيولى، وهو غير معروف ولا مفارق لشىء. والفاعل أبداً أشرف من المفعول به، والأرخيه أكرم من الهيولى؛ وكذلك حال العقل الفعال. فأما العقل الذى حاله حال قوة فانه فى الواحد أقدم بالزمان، وأما فى الجملة فلا زمان. ولست أقول إنه مرة يفعل، ومرة لا يفعل؛ بل هو بعد ما فارقة على حال ما كان، وبذلك صار روحانياً غير ميت. (والذى دعانا الآن 〈إلى أن〉 قلنا إن هذا العقل لا يستحيل ولا يألم أن التوهم هو العقل الآلم، وإنه يفسد) وليس يدرك العقل ولا يفهم شيئ بغير توهم.