De Diaeta in Morbis Acutis (Regimen in Acute Diseases)
وقد تقارب أيضاً الأشياء العارضة في المعدة هذه الأشياء وذلك أنّ البدن متى سكن سكوناً كثيراً على خلاف ما جرت به عادته لم يمكن أن يقوى على المكان فإن سكن واستراح زماناً طويلاً ثمّ رجع بعد ذلك إلى استعمال التعب فقد فعل فعلاً رديئاً بيّناً وكذلك أيضاً العضو الواحد من البدن فإنّ الرجل ربّما فعل بها شبيهاً بهذا الفعل ومفاصل أخر متى لم يكن من عادة صاحبها أن يتعبها فانتقل في بعض الأوقات بغتة إلى إتعابها وقد يعرض شبيه بهذا أيضاً في الأسنان والعينين ولم يوجد قطّ ولا عضو واحد لا يعرض له ذلك من ذلك أنّ النوم على فراش ليّن بخلاف ما جرت به العادة يتعب البدن والنوم على موضع صلب وتحت السماء بخلاف العادة يصلّب البدن.
وقد أرى أيضاً أنّه ينبغي أن نكتب مثالات هذه الأشياء فأقول إنّه متى حدثت بإنسان قرحة في ساقه ليست بسليمة ولا مأمون منها وكانت القرحة في بدنه ليست بسليمة ولا خبيثة ثمّ ألقى نفسه منذ اليوم الأوّل للعلاج ولم يحرّك رجله ويزيلها إلى شيء من الجهات ذهب ذلك الورم عنه بفعله هذا خاصّة وصحّ بدنه أسرع كثيراً ممّا لو كان يعالج وهو يذهب ويجيء فإن قام على رجله ومشى في اليوم الخامس أو السابع أو نحو ذلك كان ما يعرض له على المكان من الوجع أشدّ ممّا لو كان يعالج منذ أوّل علّته وهو يذهب ويجيء فإن أتعب نفسه أيضاً بغتة فضل تعب صارت علّته أشدّ كثيراً ممّا لو كان يعالج على هذه الصفة وتعب مثل هذا التعب في تلك الأيّام فكلّ هذه الأشياء يشهد بعضها لبعض دائماً أنّ الانتقال بغتة للضدّ عند هؤلاء وعند هؤلاء يحدث ضرراً عظيماً جدّاً خارجاً عن المقدار.
فأمّا الضرر الحادث في المعدة عند الانتقال بغتة من خلاء العروق إلى استعمال الغذاء بأكثر ممّا جرت به العادة فأضعاف كثيرة وأمّا في سائر البدن فإنّه متى انتقل من راحة كثيرة بغتة إلى تعب شديد كان ما يناله من الضرر أكثر ممّا يناله من الانتقال من الإكثار من الطعام إلى استعمال خلاء العروق وقد يحتاج البدن في هؤلاء أيضاً أن يستريح ويسكن وإن كان انتقاله من تعب شديد بغتة إلى خفض ودعة فقد ينبغي أيضاً في هؤلاء المعدة أن تستريح من الإكثار من تناول الغذاء فإنّهم متى لم يفعلوا ذلك أتعبوا أبدانهم وأثقلوها.