Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Elementis ex Hippocrate (On the Elements According to Hippocrates)

[القول الثانى]

وقد آن لى أن آخذ فى القول الثانى، فأقول:

إن ابقراط لما بين أن الحار، والبارد، والرطب، واليابس اسطقسات مشتركة لجميع الأشياء، انتقل إلى جنس آخر من الاسطقسات، ليست استقصات أول، ولا مشتركة، لكنها تخص ما له من الحيوان دم.

وذلك أن الدم، والبلغم، والمرتين الصفراء، والسوداء هى استقصات لكون جميع ما له من الحيوان دم، وليست استقصات تخص الإنسان دون غيره.

فأما الاستقصات التى تخص الإنسان فهى أعضاؤه المفردة المتشابهة الأجزاء.

وقد يشركه فى تلك الأجزاء بعض الحيوان الذى له دم، كالفرس، والثور، والكلب، وسائر أشباه ذلك من الحيوان. فإن لجميع هذا الحيوان:

العروق الضوارب، وغير الضوارب، والعصب والرباطات، والأغشية، واللحم. إلا أنها ليست مثل أعضاء الإنسان فى جميع أحوالها. وبعض أعضاء تلك مخالفة فى الجنس لأعضاء الإنسان، كالحوافر، والقرون، والصياصى، والمنافير، والفلوس، والقشور.

فكما أن الحار، والبارد، واليابس، والرطب اسطقسات مشتركة للجميع، كذلك يخص كل واحد من الحيوان الأعضاء التى هى منه أولية فى الجنس. وسنصفها فى كتاب علاج التشريح.

وبين هذه، وبين تلك. أما هنا فالأخلاط الأربعة. وأما فى كل واحد من سائر الحيوان فما هو لكونه العنصر الأقرب. فإن من عادتهم أن يلقبوا بهذا اللقب العنصر الذى يكون منه الشىء بديا من غير أن يحتاج أن تحدث له استحالة قبل تلك التى يحدث ذلك الشىء بها.