Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Febrium Differentiis (On the Differences of Fevers)

١٢ ولمّا نظرت وبحثت عن السبب الذي من قبله صارت الحرارة التي تلقى الكفّ من الحمّيات التي تكون من سائر الأخلاط مستوية، والحرارة التي تلقاها من الحمّيات التي تكون من البلغم تلقاها بهذا الاختلاف الذي وصفنا، رأيت أنّ أولى الأسباب بأن يكون السبب في ذلك ما عليه هذا الخلط من اللزوجة والغلظ وعسر الانحلال. فإنّ الذي يتحلّل من هذا الخلط ومن سائر الأخلاط هو ما يرقّ ويلطف منه دائماً، وبطيئاً ما يرقّ ويلطف ما كان أغلظ. فإن كان مع ذلك بارداً في طبعه، كان أحرى كثيراً بأن لا يلطف سريعاً.

فيجب ألّا يلطف كلّه ولا على الاستواء، لكنّه إنّما يتحلّل ويتبخّر ما قد استولت عليه منه العفونة فقط. والذي يعرض في هذا شبيه بما نراه يعرض برّاً في الرطوبات اللزجة الغليظة، إذا طبخت. وذلك أنّه تقوم عليها نفّاخات، وإذا تفطّرت تلك النفّاخات، ارتفعت منها ريح، وارتفعت مع تلك الريح رطوبة قد لطفت. فأمّا الرطوبات الرقيقة، فليس تتولّد عليها، إذا طبخت، نفّخات، والبخار الذي يرتفع منها يرتفع على حال واحدة من جميع أجزائها متّصلاً غير متشتّت.

١٢ ولمّا نظرت وبحثت عن السبب الذي من قبله صارت الحرارة التي تلقى الكفّ من الحمّيات التي تكون من سائر الأخلاط مستوية، والحرارة التي تلقاها من الحمّيات التي تكون من البلغم تلقاها بهذا الاختلاف الذي وصفنا، رأيت أنّ أولى الأسباب بأن يكون السبب في ذلك ما عليه هذا الخلط من اللزوجة والغلظ وعسر الانحلال. فإنّ الذي يتحلّل من هذا الخلط ومن سائر الأخلاط هو ما يرقّ ويلطف منه دائماً، وبطيئاً ما يرقّ ويلطف ما كان أغلظ. فإن كان مع ذلك بارداً في طبعه، كان أحرى كثيراً بأن لا يلطف سريعاً.

فيجب ألّا يلطف كلّه ولا على الاستواء، لكنّه إنّما يتحلّل ويتبخّر ما قد استولت عليه منه العفونة فقط. والذي يعرض في هذا شبيه بما نراه يعرض برّاً في الرطوبات اللزجة الغليظة، إذا طبخت. وذلك أنّه تقوم عليها نفّاخات، وإذا تفطّرت تلك النفّاخات، ارتفعت منها ريح، وارتفعت مع تلك الريح رطوبة قد لطفت. فأمّا الرطوبات الرقيقة، فليس تتولّد عليها، إذا طبخت، نفّخات، والبخار الذي يرتفع منها يرتفع على حال واحدة من جميع أجزائها متّصلاً غير متشتّت.