Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: De Genitura (Generation)

إنّه ربّما ولد ولد قضيف ضعيف من أب ضهم جسيم قويّ. إنّ إنّما يقلّ الغذاء لمّا ينزل في آلات الرحم إلى خارج فإذا لم يخرج الغذاء إلى خارج واحتبس في الرحم ازداد الجنين لحماً وسمناً وصار جسيماً وإن تحلّل الغذاء كثيراً ونزل ضعف جسد الجنين وهزل وليس هذا في الناس فقط لكنّه في جميع الحيوان وهي تضعف وتمرض على قدر قواها.

إنّ كلّ ذي حياة لا محالة أن يمرض من الفضول التي فيه لأنّ الأوجاع تكون على قدر الفضول وقد نرى ذلك في كثير من الناس يكثر فيهم الفضول في أحد الأيّام وتزيد من بعد ذلك اليوم أيضاً وتقلّ في بعض الأيّام في الناس.

ليس أوجاع الأطفال مثل أوجاع الشبّان ولا أوجاع الشبّان مثل أوجاع النساء ولكنّ كلّ صنف من هذه الأصناف يتوجّع على قدر قوّته وهذا في جميع ذوي الحياة.

إنّ الأجنّه لكلّها المولودة من الآباء الجسام إذا كانت مهازيل ضعفاء فلا ينبغي لنا أن نذكر لذلك سبباً غير ضيق الرحم لأنّه إذا كانت الرحم المحيطة بالجنين ضيّقة لم يكن له موضع يربى فيه ولكنّه يكون قدره على قدر الرحم التي هو فيها ولذلك يولد الجنين ضعيفاً قضيفاً وإنّما يكون ضيق الرحم من قبل ضيق الآنية التي فوقها أو من قبل الزمان.

إنّ مثل ذلك مثل الخيارة التي يدخلها الإنسان في إناء صغير وهي في أصلها صغيرة فتربى فتصير مثل الإناء الذي تدخل فيه فلا يكون لها سعة تكبر فيها على قدر ما يمكن طبيعتها أو الخيارة التي يدخلها الإنسان في إناء وسط ليس بأكبر من الخيارة إذا تمّت فتصير الخيارة على قدر الإناء تامّة معتدلة وكذلك أيضاً جميع الأشياء التي تشاكل هذا فهي تكون على قدر ما يجهلها الإنسان.

فإن كانت هذه الأشياء كما وصفت فقد ينبغي لنا أن نعرف أنّ الأجنّة أيضاً على هذه الحال وأنّها إنّما تتربّى على قدر السعة التي هي فيها فإن كان موضعه ضيّقاً صار قضيفاً وإن كان في موضع واسع كان كبيراً.