Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: De Genitura (Generation)

إنّ الخصيان لا يقدرون على الجماع لأنّ طريق المنى مقطوع مسدود فإذا بلغ المنى إلى ما هنالك رجع إلى خلفه لأنّه إنّما طريقه في الخصى والعصب الرقاق التي على الذكر مسدودة وفيها يجري وينزل إلى الذكر فإذا قطعت الخصى والذكر انسدّت مجاري المنى فلا يقدر صاحبها على الجماع.

فأمّا المنى فإنّه ينزل من الدماغ فيجتمع في الخصى فإذا جامع الرجل جرى من الخصى إلى الذكر وخرج.

إنّه ليس الخصيان وحدهم لا يقدرون على الجماع ولكنّ الذين تنسدّ مجاري منيهم وتمتلئ لا يقدرون على الجماع أيضاً لأنّ تجويف مجاري منيهم يمتلئ وينسدّ تجويف الخصى التي يجتمع فيها المنى ويصلب العصب الذي يوتر الذكر فيصير بلا حسّ ولا فعال لامتلاء تجويف الخصى فهذا سبب الذين لا يقدرون على الجماع لأنّ خصاهم ترضّ فإذا رضّت لم يقبل إليها المنى لأنّ تجويفها يفسد.

فأمّا الذين يقطع لهم العروق التي خلف آذانهم فإنّهم يجامعون ويشتهون ولكنّ جماعهم ضعيف ولا يحبل منيهم لأنّ المنى إنّما ينزل من الدماغ في العروق التي خلف الآذان إلى مخّ عظم الظهر فإذا قطعت هذه لم ينزل المنى.

أمّا الصبيان فإنّي أقول فيهم إنّما لهم عروق دقاق ممتلئة لا يقدر المنى أن ينزل فيها وليست حركاتهم وشوقهم إلى الجماع مثل الرجال.

إنّ الأجساد التامّة هي واسعة المسامّ ويشهد على ذلك الشعر الذي فيها.

فأمّا أجساد الصبيان فإنّها منقبضة ضيّقة المسامّ ويشهد على ذلك الشعر لأنّه لا ينبت في أجسادهم حتّى تتمّ من أجل ضيق مسامّها وانقباضها.

إنّ حركة الجماع والشوق إليه ليسا في الصبيان مثلهما في الرجال لأنّ الصبيان عروقهم ممتلئة وليس فيها قوّة المنى مثل ما في عروق الرجال التي ينزل فيها المنى قبل حركة الجماع.

إنّ العنين ليس له منى محبل من أجل انقباض آلات منيها وضيقها.

والجواري الأبكار لا يطمثن حتّى يشببن لضيق آلات الطمث وانقباضها.

إنّ الجواري والصبيان إذا كبروا تمتدّ عروق الصبيان على ذكورهم وتمتدّ عروق الجواري على أرحامحنّ فتنفتح أفهاهها إذا كبرت ويتّسع الطريق والمجاري وتتحرّك الرطوبة فإذا تحرّكت الرطوبة فوجدت موضعاً واسعاً جرت فيه فهذه صفة الصبيان والجواري أيضاً على هذه الحال يطمثن.