Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: De Genitura (Generation)

إنّه قد ينصبّ من المرأة إذا جامعها الذكر من قبل احتكاك العضو النامي بالرحم شيء من تحرّك الرحم مثل المنى وهو دميّ فينزل في العضو النامي الذي في المرأة مع سخونة ولذّة.

إذا سخن عضو المرأة النامي من احتكاك ذكر الرجل صبّ المنى إلى الرحم فتكون الرحم مثل الذكر وربّما كانت الرحم مفتوحة إلى خارج قبل ذلك.

وتلذّ المرأة من أوّل ما تبدأ بالجماع ولا تزال في لذّة حتّى يصبّ الرجل وإن كانت ليست هي الفاعلة فإنّها تحرّك بفعل الرجل ويصب منيها وربّما سال منيها وخرج إلى خارج مثل ما يخرج منى الرجل.

وإن كانت المرأة مشتهية للجماع فإنّها تلقي قبل الرجل ولا يكون لها لذّة دائمة من أوّل الجماع.

قال أبقراط وإن كانت المرأة غير مشتهية للجماع فإنّ لذّتها تدوم مع الرجل.

إنّه كما أنّ الإنسان إذا صبّ ماء بارداً على ماء حارّ يغلي سكن غليانه كذلك منى الرجل أيضاً إذا وقع في رحم المرأة أطفأ الحرارة التي في رحمها فسكنت لذّتها.

إنّ المنى أوّل ما يقع في الرحم يشتعل ثمّ يسكن مثل الخمر الذي يصبّ الإنسان على النار. إنّه تشتعل النار أوّل ما يقع عليها الخمر فيكثر اشتعالها على قدر الخمر الذي يصبّ عليها ثمّ تسكن من ساعتها وتنطفئ.

فكذلك إذا ألقى الرجل منيه فارت سخونة المرأة ثمّ تسكن بعد ذلك على ما وصفنا والمرأة أقصر لذّة من الرجل في الجماع والرجل أطول لذّة منها والرجل يلقي بمرّة من الماء أكثر ممّا تلقي المرأة لكثرة القلق والتعب والتحريك وممّا ينزل المنى فيه بشدّة الحركات في الجماع.

إنّ منى الرجل ينزل ويجري من الرطوبة بتعب وحركات.

إذا جامع الرجال النساء فكنّ مثل الرجال بالشهوة صحّت أبدانهنّ إذا قرنت أبدانهنّ بأبدان الرجال وذلك لأنّ الرحم تترطّب بالجماع ولا تيبس لأنّها إذا يبست سخنت وهيّجت أوجاعاً في الجسد.

قال أبقراط والجماع أيضاً قد يسخن الدم ويرطّب ويسهّل طريق الحيضة والحيضة إذا لم تخرج مرضت المرأة.

إنّه إذا امتلأت الرحم من الفضول كامتلاء عين الماء من الماء ولم تخرج تلك الفضول رجعت فولدت في الجسد أوجاعاً.

وقد قلت لماذا تكثر الأوجاع في أجسادهنّ في كتاب أوجاع النساء.