Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Inaequali Intemperie (On Uneven Distemper)

بسم اللّه الرحمن الرحيم

مقالة في سوء المزاج المختلف لجالينوس نقل أبي زيد حنين بن إسحق

قال جالينوس: إنّ سوء المزاج المختلف ربّما كان في البدن كلّه من الحيوان كالذي يعرض له من ذلك في النوع من الاستسقاء المعروف باللحميّ وفي الحمّی التي يجد صاحبها فيها الحرّ والبرد في حال واحدة ويسمّيها اليونانيّون إيببيالس وفي جلّ الحمّيات الأخر خلا الحمّى المعروفة بالثابتة المسمّاة باليونانيّة بأقطيقوس. وقد يكون سوء المزاج المختلف في عضو واحد من الأعضاء أيّ عضو كان عندما يعرض فيه الترهّل وهو الورم البلغميّ أو يحدث فيه الورم الدمويّ الحارّ وهو المعروف بفلغموني أو يصير في حدّ ما قد أخذ في طريق الفساد والموت وهو الورم الذي يعرفه اليونانيّون بغنغرانا ويحدث فيه الورم الآخر المعروف بالحمرة والورم الآخر المعروف بالسرطان والجذام أيضاً من هذا الجنس وكذلك الآكلة والنملة إلّا أنّ هذه العلل كلّها لا تخلو من أن يكون معها فضل ينصبّ إلی العضو الذي تحدث فيه. وقد يكون من سوء المزاج المختلف صنف آخر من غير أن ينصبّ إلی الأعضاء فضل لكن تتغيّر كيفيّاتها فقط عندما يغلب عليها الحرّ أو البرد من الشمس أو عند رياضة تتجاوز المقدار الذي ينبغي أو عند خفض ودعة يجاوزان مقدار القصد أو غير ذلك ممّا أشبهه.

وقد يحدث سوء المزاج المختلف في أبداننا أيضاً من الأشياء التي تلقاها من خارج بأن تسخن من تلك الأشياء أو تبرد أو تجفّ أو ترطب. وهذه الأصناف من سوء المزاج بسيطة مفردة كما قد بيّنت في كتابي في المزاج. ومنه أيضاً أربعة أصناف أخر مركّبة تكون إذا سخن البدن ورطب معاً أو سخن وجفّ معاً أو برد ورطب معاً أو برد وجفّ معاً. ومن البيّن أنّ هذه الأصناف من سوء المزاج إنّما تخالف أصناف سوء المزاج المستوي لأنّها ليست في جميع أجزاء البدن الذي يفسد مزاجه موجودة. فغرضي في هذا الكتاب أن أخبر كيف يكون تولّد جميع أصناف سوء المزاج لمختلف.

وكيما يكون قولي في ذلك واضحاً فقد ينبغي أن أذكرك بحال الأعضاء كلّها وأبتدئ بذكر أكبرها الذي يعرفها من ليس عنده معرفة بالطبّ. فإنّ اليدين والرجلين والبطن والصدر والرأس ليس ممّا يذهب أمرها علی أحد.