Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Inaequali Intemperie (On Uneven Distemper)

فلنعمد إلی واحد منها فنقسمه إلی أقرب الأجزاء التي هو مركّب منها حتّی نقسم الرجل في المثل إلی الفخذ والساق والقدم ونقسم اليد إلی العضد والساعد والكفّ ونقسم أيضاً الكفّ إلی الأعضاء التي تخصّها وهي الرسغ والمشط والأصابع ونقسم الأصابع أيضاً إلی الأجزاء التي تخصّها وهي مؤلّفة منها وهي العظام والغضاريف والرباطات والعصب والعروق الضوارب وغير الضوارب والأغشية واللحم والوترات والأظفار والجلد والشحم. فأمّا هذه الأعضاء التي ذكرناها بأخرة فليس يمكن قسمتها إلی نوع آخر بعدها لاكنّها أعضاء متشابهة الأجزاء أوّليّة خلا العروق الضوارب وغير الضوارب. فإنّ هذين مركّبان من الليف والأغشية كما قلت في كتابي في علاج التشريح.

وقد وصفت أيضاً في ذلك الكتاب أنّ بين الأعضاء الأول المتشابهة الأجزاء فرجاً كثيرة وأكثر منها وأعظم فيما بين الأعضاء المركّبة الآليّة. وربّما وجدنا مثل تلك الفرج في الواحد من الأعضاء المتشابهة الأجزاء كما قد نجد ذلك في العظم وفي الجلد إلّا أنّ ما كان من الأعضاء ليّناً فإنّ بعض أجزائه ينطبق علی بعض فتخفی عن الحسّ الفرج التي فيما بينها. وأمّا ما كان من الأعضاء صلباً يابساً فإنّك قد تدرك ما فيه من الفرج والخلل بالحسّ كما قد تجد في المشاش من العظام. وفي خلل ذلك المشاش من العظام رطوبة بالطبع غليظة بيضاء أعدّت للعظام لتغتذي بها. وأمّا المسامّ التي في الجلد فقد بيّنت في كتابي في المزاج كيف تحدث. فهذا ما كان يحتاج إلی الإذكار به ضرورة ليضح به ما أنا واصفه فيما بعد.

وينبغي الآن أن نقصد قصد سوء المزاج المختلف فنصف ما طبيعته وعلی كم ضرب يحدث. وقد قلنا فيما تقدّم إنّه ليس يكون في أجزاء الجرم الذي يعرض فيه سوء المزاج المختلف مزاج واحد إلّا أنّ هذا أمر عامّ مشترك لكلّ سوء مزاج مختلف. وأمّا أصنافه فتابعة لطبائع الأجرام التي يحدث فيها فإنّ حدوث سوء المزاج المختلف في اللحم المجرّد غير حدوثه في العضلة كما هي وكلّ واحد منهما يكون علی غير الجهة التي يكون عليها الآخر.