De Interpretatione (On Interpretation)
فأما ايجاب واحد لكثير او كثير لواحد او سلبه منه متى لم يكن ما يستدل عليه من الكثير معنى واحداً ¦ فليس يكون إيجاباً واحداً او سلباً واحداً، واعنى بقولى واحداً ليس متى كان الاسم الموضوع واحداً ولم يكن الشىء الذى من تلك معنى واحداً مثل قولنا الانسان مثلا حى ذو رجلين آنس فان الشىء المجتمع من هذه معنى واحد ايضاً، فأما المجتمع من قولنا أبيض وقولنا انسان وقولنا يمشى فليس هو معنى واحداً، فليس يجب اذاً إن اوجب موجب لهذه ¦ شيئاً واحداً ان يكون القول ايجاباً واحداً، | لكن اللفظ حينئذ يكون واحداً فأما الإيجاب فكثير، ولا إن اوجبها الشىء واحد كان الايجاب واحداً بل كثيراً على ذلك المثال، فلما كان السؤال المنطقى يقتضى جواباً إما بالمقدمة وإما بالجزؤ الآخر من المناقضة وكانت المقدمة جزؤا ما مناقضة واحدة فليس يجب أن يكون الجواب عن هذه ¦ واحداً إذ كان السؤال ايضاً ليس بواحد ولو كان حقاً، وقد تكلمنا فى هذه فى كتابنا فى المواضع، فمع ذلك فانه من البين أن السؤال عن شىء ما هو ليس سؤالا منطقيا، وذلك أنه يجب أن يكون قد اعطى فى السؤال المنطقى أن يختار المسئول احد جزؤى المناقضة ايهما شاء حتى يحكم به، وقد ينبغى أن يكون السائل يجرى فى تحديد السؤال هذا المجرى حتى يقول ¦ هل الانسان كذا او ليس هو كذا، ولما كانت الأشياء التى تحمل فرادى بعضها تحمل اذا جمعت حتى يكون المحمول كله واحدا وبعضها ليس كذلك فينبغى أن تخبر بالفرق فى ذلك فإن انساناً من الناس قد يصدق القول عليه فرادى بانه حى وبانه ذو رجلين ويصدق ايضا أن يقال عليه هذان كشىء واحد، وقد يصدق القول عليه بانه انسان ¦ وبانه أبيض ويصدق ايضاً أن يقال عليه هذان كشىء واحد، وليس متى كان القول عليه بانه بصير حقاً والقول عليه بانه طبيب حقاً فواجب أن يكون طبيباً بصيراً، وذلك انه إن كان لأن كل واحد من القولين حق فقد يجب أن يكون مجموعهما حقاً لزم من ذلك اشياء كثيرة شنعة، وذلك أن قولنا على انسان من الناس انه انسان حق وقولنا عليه انه ابيض [حق] فيجب أن يكون القول عليه بذلك كله صادقا ايضاً، فإن كان ايضاً القول عليه بهذا واحدة اعنى بانه ابيض صادق فيجب أن يكون القول عليه بذلك اجمع صادقا ايضاً حتى يقال عليه بانه ¦ انسان أبيض أبيض ويمر ذلك بلا نهاية، وقد يقول ايضا عليه بانه ¦ طبيب وبانه أبيض وبانه يمشى فقد يجب أن يقال | هذه عليه مراراً كثيرة بالتركيب بلا نهاية، وايضا إن كان سقراط هو سقراط وهو انسان فهو سقراط انسان وإن كان انسان وكان ذا رجلين فهو انسان ذو رجلين، ¦ فقد بان من ذلك إن من قال بأن التأليف واجب وجوده على الاطلاق فقد يلزمه من ذلك أن يقول اشياء شنعة، فنحن الآن نصف كيف ينبغى أن يوضع، فنقول إن ما كان من المعانى التى تحمل ومن المعانى التى عليها يقع الحمل انما يقال على شىء واحد بعينه او بعضا على بعض بطريق العرض فان هذه ليس يصير ¦ شيئاً واحدا، ومثال ذلك قولنا فى انسان من الناس انه أبيض وطبيب فليس قولنا انه أبيض وانه طبيب معنى واحدا، وذلك انهما جميعا عرضان لحقا شيئاً واحدا، وإن كان القول ايضا بأن الٔابيض طبيب صادقاً فليس يجب ولا من ذلك أن يكون معنى انه طبيب ومعنى انه أبيض معنى واحداً وذلك أن الطبيب بطريق العرض ما كان أبيض، فيجب من ذلك ألا يكون انه أبيض وانه طبيب معنى واحداً ومن قبل ذلك صار الطبيب ¦ ليس بصيراً على الاطلاق بل هو حى ذو رجلين وذلك أن هذين ليسا بطريق العرض، ولا ما كان ايضاً الواحد منه محصوراً فى الاخر ولذلك كثيراً ما لا يمكن أن يقال أبيض ولا أن يقال إن الانسان انسان حى او ذو رجلين وذلك انا قد حصرنا فى قولنا انه انسان انه حى وانه ذو الرجلين، لكن قد يصدق القول على الشخص على الاطلاق ومثال ذلك القول على الانسان ¦ من الناس بانه انسان والقول على الانسان الأبيض بانه أبيض إلا أن ذلك ليس أبداً لكن متى كان محصوراً فى المزيد فى القول شىء من التقابل الذى يلزمه مناقضة فليس يكون حقاً بل كذباً، ومثال ذلك إن يقال فى الانسان الميت انه انسان ومتى لم يكن ذلك فقد يصدق، بل نقول انه متى وجد ذلك فيه فهو ابداً غير صادق ¦ ومتى لم يوجد فليس ابداً يصدق ومثال ذلك قولنا اوميروس موجود شيئاً ما، كانك قلت شاعراً فهل هو موجود او لا فان قولنا موجود انما حملناه على اوميروس بطريق العرض وذلك انا انما قلنا انه موجود شاعراً ولم يحمل موجوداً على اوميروس بذاته، فقد يجب من ذلك أن ما كان مما يحمل ليس يوجد فيه تضاد متى قيلت فيه الاقاويل | ¦ مكان الأسماء وكان محمولاً بذاته لا بطريق العرض فان القول فيما هذه سبيله انه شىء ما على الاطلاق صادق، فأما ما ليس بموجود فليس القول فيه بأنه شىء موجود من قبل قولنا فيه انه يوجد متوهماً قولا صادقا، وذلك ان التوهم فيه ليس انه موجود بل انه غير موجود،