Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: De Interpretatione (On Interpretation)

[الفصل الخامس] وقد ينبغى أن ننظر هل ضد الايجاب انما هو السلب او الايجاب ضد الايجاب، وهل قولنا كل انسان عدل هو ضد قولنا ولا انسان واحد عدل ¦ او انما هو ضد قولنا كل انسان جائر، كانك قلت سقراط عدل، سقراط ليس بعدل، سقراط جائر، أى الاثنين من هذه هما المتضادان، فانه إن كان ما يخرج بالصوت تابعاً لازماً لما يقوم فى الذهن وكان فى الذهن ضداً لاعتقاد انما هو اعتقاد ضد، ومثال ذلك ان اعتقادنا أن كل انسان عدل ضد اعتقادنا أن كل انسان جائر ¦ فواجب ضرورةً أن يكون ايضا الحال فى الايجابين الذين يخرجان | بالصوت على ذلك المثال، وإن لم يكن هناك اعتقاد الضد هو الضد لم يكن ايضاً الايجاب هو المضاد للايجاب بل السلب الذى وصفناه، فقد ينبغى اذاً أن نبحث وننظر اى اعتقاد حق هو المضاد للاعتقاد الباطل، هل اعتقادنا سلبه او اعتقادنا وجود ضده، واعنى ¦ بذلك هذا المعنى هاهنا عقد صادق فى خير وهو انه خير وعقد آخر ¦ كاذب وهو أنه ليس بخير وعقد غيره وهو أنه شر، فأى هذين ليت شعرى هو ضد العقد الصادق وإن كان واحدا [اى إن معناهما واحد] فالمضادة فى ايهما هى، فتقول إن ظننا أن العقدين المتضادين انما يحدان بانهما لسببين متضادين باطل، وذلك أن الاعتقاد فى خير أنه خير والاعتقاد فى شر ¦ انه شر خليق ان يكون واحد بعينه بل هو حق واحداً كان او اكثر من واحد بل من قبل انهما بحال بضاد، فاذ كان هاهنا عقد فى خير أنه خير وعقد أنه ليس بخير وعقد أنه شىء آخر ليس هو موجودا ولا يمكن أن يوجد فليس ينبغى أن ¦ يوضع الضد واحداً من تلك الاشياء التى الاعتقاد فيها فيما ليس بموجود أنه موجود او فيما هو موجود بأنه ليس بموجود، وذلك ان الصنفين جميعاً بلا نهاية اعنى ما يقع فيه منها الاعتقاد فيما ليس بموجود أنه موجود وما يقع فيه منها الاعتقاد فيما هو موجود انه غير موجود، بل انما ينبغى أن يوضع التضاد فيما فيه تقع الشبهة، وما تقع فيه الشبهة هو ما منه يكون ايضاً التكون، والتكون انما يكون من المتقابلات فمن هذه اذاً تدخل ¦ الشبه، فاذ كان الشىء الخير هو خير وليس بشر وكان الاول له بذاته والثانى بطريق العرض وذلك أنه انما عرض له ان يكون ليس بشر وكان العقد الذاتى فى كل واحد من المعانى أحرى بالصدق متى كان حقا او بالكذب متى كان باطلا، وكان العقد فى خير ما أنه ليس بخير عقداً باطلاً لامر ذاتى والعقد فيه أنه ¦ شر عقداً باطلاً لامر عرضى، فقد يجب من ذلك أن يكون اعتقاد السلب فى الخير أحرى بالكذب من اعتقاد ضده، والذى هو أحرى بالكذب فى كل واحد من المعانى هو المعتقد لضده، | وذلك ان الضدين هما المختلفان غاية الاختلاف فى المعنى الواحد بعينه، فاذ كان الضد هو احد هذين وكان النقيض أشد مضادةً فمن البين أن ¦ هذا هو الضد، فأما الاعتقاد فى الخير انه شر فانه اعتقاد مقرون بغيره لأن المعتقد لذلك فهو لا محالة خليق ان يخطر بباله ايضا فيه انه ليس بخير، وايضاً فإن كان واجباً فى غير ما ذكرنا أن يجرى الامر على هذا المثال فقد يرى أن ما قيل فى ذلك صواب، وذلك انه قد يجب إما أن يكون اعتقاد النقيض هو الضد فى كل موضع وإما ألا يكون فى موضع من المواضع ضداً، والاشياء التى ليس يوجد فيها ¦ الضد اصلاً فان الكذب فيها انما هو العقد المعاند للحق، ومثال ذلك من ظن بإنسان انه ليس بإنسان فقد ظن ظنا كاذبا، فإن كان هذان الاعتقادان هما الضدين فسائر الاعتقادات انما الضد فيها هو اعتقاد النقيض، وايضاً فإن العقد فيما هو خير انه خير والعقد فيما ¦ ليس بخير انه ليس بخير يجريان على مثال واحد، ومع ذلك ايضا العقد فيما هو خير انه ليس بخير والعقد فيما ليس بخير انه خير، والعقد فيما ليس بخير انه ليس بخير وهو عقد حق أى عقد ليت شعرى هو ضده، فإنه ليس يجوز أن يقال أن ضده اعتقاد انه شر، وذلك انه قد يمكن فى حال من الاحوال أن يصدقا معاً من قبل ازمن الأشياء ما ليس بخير وهو شر فيلزم فى ذلك الشىء أن يكونا ¦ صادقين معاً، ولا ضده انه ليس شر، فإن هذا ايضاً صدق، فقد بقى اذاً أن يكون ضد العقد فيما ليس بخير ¦ انه ليس بخير العقد فيما ليس بخير انه خير وذلك ان هذا باطل، فيجب من ذلك أن يكون ايضا ضد العقد فيما هو خير انه خير العقد فيما هو خير انه ليس بخير، ومن البين انه لا فرق فى ذلك وإن جعلنا الايجاب كليا، وذلك أن الضد يكون حينئذ السلب الكلى، ¦ ومثال ذلك أن ضد العقد أن كل ما هو خير فهو خير العقد انه ولا واحد من الخيرات خير، وذلك أن العقد فى الخير انه خير الذى يعقد الخير على المعنى الكلى هو العقد بعينه فى أى | خير كان انه خير، ولا فرق بين هذا وبين العقد فان كل ما كان خيراً فهو خير وعلى هذا المثال يجرى الامر ايضا فيما ليس ¦ بخير، فاذ كان الامر فى الاعتقاد يجرى هذا المجرى وكان الايجاب والسلب فى اللفظ دلائلاً ما فى النفس فمن البين أن ضد الايجاب ايضاً انما هو السلب لذلك المعنى بعينه على الحكم الكلى ومثال ذلك أن ضد قولنا كل خير فهو خير او قولنا كل انسان ¦ فخير قولنا ولا خير واحد او قولنا ولا انسان واحد، فأما نقيضه قولنا ليس كل خير او ليس كل انسان، ومن البين انه ليس يمكن أن يكون حق ضد الحق لا رأى لرأى ولا نقيض لنقيض، فإن وجود التضاد انما هو فى الاشياء المتقابلة غير انه قد يمكن فى هذه أن يصدق المتقابلان فى ¦ الواحد بعينه، فأما الضدان فليس يمكن أن يوجدا معاً فى شىء واحد بعينه،

تم كتاب ارسطوطاليس بارى ارمينيس اى فى العبارة نقل اسحق بن حنين نقل ... بخط الحسن سوار نسخها من نسخة يحيى بن عدى التى قابل بها دستور اسحق وبخطه ... قوبل به نسخة كتاب من خط عيسى بن اسحق بن زرعة نسخها من خط يحيى بن عدى المنقول من دستور

الاصل الذى بخط اسحق بن حنين فكان موافقا.

〈تضاد القضايا〉

وقد ينبغى أن ننظر هل ضد الإيجاب إنما هو السلب، أو الإيجاب ضد الإيجاب؛ وهل قولنا «كل إنسان عدل» هو ضد قولنا [و]«لا إنسان واحدا اعدل»، وإنما هو ضد قولنا «كل إنسان جائر»، كأنك قلت: «سقراط عدل»، «سقراط ليس بعدل»، «سقراط جائر» — أى الاثنين من هذه هما المتضادان؟

فإنه إن كان ما يخرج بالصوت تابعاً لازما لما يقوم فى الذهن، وكان فى الذهن ضد الاعتقاد إنما هو اعتقاد ضد — ومثال ذلك أن اعتقادنا أن كل إنسان عدل ضد اعتقادنا أن كل إنسان جائر — فواجب ضرورةً أن يكون أيضا الحال فى الإيجابين اللذين يخرجان بالصوت على ذلك المثال. وإن لم يكن هناك اعتقاد الضد هو الضد لم يكن أيضا الإيجاب هو المضاد للإيجاب، بل السلب الذى وصفناه. فقد ينبغى إذاً أن نبحث وننظر: أى اعتقاد حق هو المضاد للاعتقاد الباطل: هل اعتقادنا سلبه، أو اعتقادنا وجود ضده؟

وأعنى بذلك هذا المعنى: هاهنا عقد صادق فى خير، وهو أنه خير؛ وعقد آخر كاذب وهو أنه ليس بخير؛ وعقد غيره وهو أنه شر — فأى هذين، ليت شعرى، هو ضد العقد الصادق؟ وإن كان واحدا (أى إن كان معناهما واحداً) فالمضادة فى أيهما هو. فنقول:إن ظننا أن العقدين المتضادين إنما يحدان بأنهما لسببين متضادين، باطل؛ وذلك أن الاعتقاد فى خير أنه خير، والاعتقاد فى شر أنه شر خليق أن يكون واحدا بعينه، بل هو حق: واحداً كان أو أكثر من واحد؛ بل من قبل أنهما بحال تضاد: — فإذ كان هاهنا عقد فى خير، أنه خير؛ وعقد أنه ليس بخير، وعقد أنه شىء آخر ليس هو موجودا ولا يمكن أن يوجد — فليس ينبغى أن يوضع الضد واحداً من تلك الأشياء التى الاعتقاد فيها فيما ليس بموجود أنه موجود، أو فيما هو موجود بأنه ليس بموجود. وذلك أن الصنفين جميعا بلا نهاية، أعنى ما يقع فيه منها الاعتقاد فيما ليس بموجود أنه موجود، وما يقع فيه منها الاعتقاد فيما هو موجود أنه غير موجود. بل إنما ينبغى أن يوضع التضاد فيما فيه تقع الشبهة. وما تقع فيه الشبهة هو ما منه يكون أيضا التكون. والتكون إنما يكون من المتقابلات. فمن هذه إذاً تدخل الشبه.

فإذ كان الشىء الخير هو خيرا وليس بشر، وكان الأول له بذاته، والثانى بطريق العرض، وذلك أنه إنما عرض له أن يكون ليس بشر، وكان العقد الذاتى فى كل واحد من العانى أحرى بالصدق متى كان حقا، أو بالكذب متى كان باطلا، وكان العقد فى خير ما أنه ليس بخير عقداً باطلا لأمر ذاتى، والعقد فيه أنه شر عقدا باطلا لأمر عرضى — فقد يجب من ذلك أن يكون اعتقاد السلب فى الخير أحرى بالكذب من اعتقاد ضده؛ والذى هو أحرى بالكذب فى كل واحد من المعانى هو المعتقد لضده، وذلك أن الضدين هما المختلفان غاية الاختلاف فى المعنى الواحد بعينه. فإذ كان الضد هو أحد هذين، وكان النقيض أشد مضادة، فمن البين أن هذا هو الضد. فأما الاعتقاد فى الخير أنه شر، فإنه اعتقاد مقرون بغيره، لأن المعتقد لذلك فهو لا محالة خليق أن يخطر بباله أيضا فيه أنه ليس بخير.

وأيضا فإن كان واجباً فى غير ما ذكرنا أن يجرى الأمر على هذا المثال، فقد يرى أن ما قيل فى ذلك صواب، وذلك أنه قد يجب إما أن يكون اعتقاد النقيض هو الضد فى كل موضع؛ وإما ألا يكون فى موضع من المواضع ضدا. والأشياء التى ليس يوجد فيها الضد أصلا، فإن الكذب فيها إنما هو العقد المعاند للحق، ومثال ذلك من ظن بإنسان أنه ليس بإنسان فقد ظن ظنا كاذبا. فإن كان هذان الاعتقادان هما الضدين، فسائر الاعتقادات إنما الضد فيها هو اعتقاد النقيض.

وأيضا فإن العقد فيما هو خير أنه خير، والعقد فيما ليس بخير أنه ليس بخير يجريان على مثال واحد. ومع ذلك أيضا العقد فيما هو خير أنه ليس بخير، والعقد فيما ليس بخير أنه خير، والعقد فيما ليس بخير أنه ليس بخير، وهو عقد حق، أى عقد، ليت شعرى، هو ضده! فإنه ليس يجوز أن يقال إن ضده اعتقاد أنه شر. وذلك أنه قد يمكن فى حال من الأحوال أن يصدقا معا من قبل أن من الأشياء ما ليس بخير وهو شر، فيلزم فى ذلك الشىء أن يكونا صادقين معا؛ ولا ضده أنه ليس بشر، فإن هذا أيضا صدق. فقد بقى إذاً أن يكون ضد العقد فيما ليس بخير أنه ليس بخير العقد فيما ليس بخير أنه خير. وذلك أن هذا باطل. فيجب من ذلك أن يكون ضد العقد فيما هو خير أنه العقد فيما هو خير أنه ليس بخير.

ومن البين أنه لا فرق فى ذلك، وإن جعلنا الإيجاب كليا؛ وذلك أن الضد يكون حينئذ السلب الكلى. ومثال ذلك أن ضد العقد: أن كل ما هو خير فهو خير — العقد أنه ولا واحد من الخيرات خير. وذلك أن العقد فى الخير أنه خير — الذى يعقد الخير على المعنى الكلى هو العقد بعينه فى أى خير كان أنه خير، ولا فرق بين هذا وبين العقد أن كل ما كان خيرا فهو خير. وعلى هذا المثال يجرى الأمر أيضا فيما ليس بخير.

فإذ كان الأمر فى الاعتقاد يجرى هذا المجرى، وكان الإيجاب والسلب فى اللفظ دلائل ما فى النفس، فمن البين أن ضد الإيجاب أيضا إنما هو السلب لذلك المعنى بعينه على الحكم الكلى. ومثال ذلك، أن ضد قولنا: «كل خير فهو خير» أو قولنا: «كل إنسان فخير» قولنا: «ولا خير واحد»، أو قولنا: «ولا إنسان واحد». فأما نقيضه 〈فهو〉 قولنا: «ليس كل خير» أو «ليس كل إنسان» 〈خيرا〉.

ومن البين أنه ليس يمكن أن يكون حق ضد الحق: لا رأى لرأى؛ ولا نقيض لنقيض؛ فإن وجود التضاد إنما هو فى الأشياء المتقابلة. غير أنه قد يمكن فى هذه أن يصدق المتقابلان فى الواحد بعينه. فأما الضدان فليس يمكن أن يوجدا معا فى شىء واحد بعينه.

[تم كتاب أرسطوطاليس «پارى أرمينيس» أى «فى العبارة». نقل إسحق بن حنين. نقل من نسخة بخط الحسن بن سوار، نسخها من من نسخة يحيى بن عدى التى قابل بها دستور إسحق وبخطه. قوبل به نسخة كتبت من خط عيسى بن إسحق بن زرعة، نسخها من خط يحيى بن عدى المنقول من دستور الأصل الذى بخط إسحق بن حنين، فكان موافقا].