Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: De Interpretatione (On Interpretation)

| فى الكلمة

وأما الكلمة فهى ما يدل مع ما تدل عليه على زمان وليس واحد من أجزائه يدل على انفراده وهى أبداً دليل ما يقال على غيرها، ومعنى قولى أنه [تدل] مع ما تدل عليه يدل على زمان هذا المعنى الذى انا واصفه إما قولنا صحة فاسم وإما قولنا صح اذا عنينا الآن فكلمة، وذلك أن هذه اللفظة تدل مع ما تدل علية على ان الصحة قد وجدت الذى قيل فيه انه صح فى ¦ الزمان الحاضر، والكلمة دائماً دليل ما يقال على غيره كأنك قلت ما يقال على الموضوع أو ما يقال فى الموضوع، وأما قولنا لا صح او قولنا لا مرض فلست اسميه كلمة فانه وان كان يدل معما يدل عليه على زمان فكان ايضا دائماً على شىء إلا انه ليس لهذا الصنف اسم موضوع، فلتسم كلمة غير محصلة ¦ وذلك أنها يقال على شىء من الاشياء موجوداً كان او غير موجود على مثال واحد، وعلى هذا المثال قولنا صح الذى يدل به على الزمان المضى او يصح الذى يدل به على الزمان المستأنف ليس بكلمة لكن تصريف من تصاريف الكلمة، والفرق بين هذين وبين الكلمة أن الكلمة تدل على الزمان الحاضر وهذين وما اشبههما تدل على الزمان الذى حوله، وأقول إن الكلم اذا قيلت على انفرادها فهى تجرى مجرى الاسماء ¦ فتدل على شىء وذلك أن القائل لها يقف بذهنه عليه واذا سمعه منه السامع قنع به، إلا أنها لا تدل بعد على أن الشىء [هو] او ليس هو فان ولا لو قلنا كان او يكون دللنا على المعنى وكذلك قولنا لم يكن او لا يكون فلا لو قلنا أن مجردا على حياله دللنا عليه، وذلك انه فى نفسه ليس هو شيئاً لكنه يدل معما يدل عليه على تركيب ما وهذا التركيب لا سبيل الى فهمه ¦ دون الاشياء المتركبة،