Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: De Natura Hominis (Nature of Man)

أكثر الحميات تتولد عن المرار وأصنافها أربعة خلا التى تحدث مع أوجاع معلومة وتعرف بالدائمة والنائبة فى كل يوم والغب والربع والحمى التى تعرف بالدائمة تحدث عن مرار صرف كثير جدا وبحرانها يكون فى مدة يسيرة جدا وذلك أن البدن اذا كان لا يتروح منها فى وقت من الأوقات يذوب بسرعة لأن سخونته تكون عن حرارة مفرطة وأما النائبة فى كل يوم فتكون عن مرار كثير جدا مع الحمى الدائمة وانقضاؤها أسرع من انقضاء سائر الحميات ومدتها أطول من مدة الحمى الدائمة بحسب قلة المرار الذى تتولد عنه ولأن البدن أيضا فيها يستريح وأما الدائمة فليس يستريح البدن فيها ولا مدة يسيرة وأما الغب فأطول من النائبة فى كل يوم وحدوثها يكون عن مرار أقل وبحسب طول مدة سكون البدن فى الغب على النائبة فى كل يوم طول مدة الغب على النائبة فى كل يوم وأما الربع فحالها فى سائر الأشياء هذه الحال الا أنها أطول من الغب بحسب قلة المرار المهيج فيها للحرارة وتروح البدن فيها أكثر منه فى سائر الحميات وقد يزيد فيها بسبب المرة السوداء شى آخر فان الخلاص منها يعسر وذاك أن المرة السوداء فى جميع ما فى البدن لزجة جدا وثباتها طويل جدا والدليل على أن المرة السوداء تشترك فى حدوث حميات الربع أن الناس قد يعرض لهم هده الحمى فى الخريف خاصة ومن الأسنان فى السن الذى من خمسة وعشرين سنة الى خمسة وأربعين سنة والمرة السوداء فى هذا السن أكثر منها فى سائر الأسنان ومن أوقات السنة فى الخريف وأما من تصيبه الربع فى غير هذا القوت من أوقات السنة وفى غير هذا السن فقد ينبغى أن تعلم أن مدتها لا تطول الا أن يخطئ العليل على نفسه

تمت المقالة الثانية من كتاب طبيعة الانسان لبقراط