Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Pulsibus ad Tirones (On the Pulse for Beginners)

وأما فى الأصناف المركبة فبقدرما يمكن أن يتركب صنف مع صنف، وصنف مع أصناف، وأصناف مع أصناف من هذه الاختلافات.

ومنها ما قد وضع له اسم خاص، مثل النبض الدودى، والنملى، والثابت.

والنبض الدودى هو الذى إذا جسسته، توهمت كأنه دود يدب فى العرق، ووجدت العرق يستقل استقلالا موجبا، وليس ينبسط العرق كله فى وقت واحد. إلا أنه إن كان ذلك مع صفر من النبض، سمى ذلك النبض دوديا. وإن كان مع عظم من النبض سمى ذلك النبض موجبا يقول مطلق.

وتبين أن النبض الدودى مع ذلك ضعيف، متواتر.

ومتى صار النبض إلى الغاية القصوى من الضعف والصغر، والتواتر سمى نمليا.

وقد يظن بهذا النبض أنه سريع، وليس هو بسريع.

وأما النبض الذى يسمى اقطيقوس، وتفسير هذا الاسم «الثابت»، كما سميت الحمى التى تسمى بهذا الاسم، فهو الذى لا يعرض فيه كثرة اختلاف بتة، لكنه يبقى على حالة واحدة دائما، ولا يتغير.

وذلك يكون لأن جوهرالبدن كله قد استحال إلى حال المرض فى حال كون هذه الحميات عند حدوث هذا النبض.

وقد يكتفى المتعلمون فيما أرى بهذا الذى وصفنا من أمر النبض.

لأن من أراد استقصاء علم أصناف النبض فهو قادر عليه من مقالة أفردناها لذكر أصناف النبض. ولذلك ليس بنا فى هذا الكتاب حاجة إلى ذكر النبض الممتلئ، والخالى، ولا إلى ذكر وزن النبض، لأنا قد وصفنا هذه الأشياء فى كتاب أصناف النبض على الاستقصاء. وليس الكلام فيها بينا للمتعلمين. فأنا مذكر بجمل ما تقدم مما وصفت، ثم آخذ فيما يتلوه، فأقول:

إن النبض العظيم هو إذا انبسط العرق انبساطا كثيرا فى الطول، والعرض، والعمق.

والنبض الطويل هو إذا انبسط العرق انبساطا كثيرا فى الطول فقط.

والنبض العريض هو إذا انبسط العرق انبساطا كثيرا فى العرض.

والنبض الشاخص المشرف هو إذا انبسط العرق انبساطا كثيرا فى السمك.

والنبض القوى هو الذى يقرع المجسة بشدة، وقوة.

والنبض اللين هو إذا كان جرم العرق لينا ناعما.

والنبض السريع هو إذا انبسط العرق فى زمان يسير.

والنبض المتواتر هو إذا انبسط العرق بعد زمان يسير.

والنبض المستوى هو إذا كانت النبضات مساويا بعضها لبعض دائما.

والنبض المنتظم هو الذى أدواره متساوية.

وأما النبض الذى هو مختلف فى نبضة واحدة فيقال إنه مختلف فى قرعة واحدة.

ومن هذه الأصناف التى ذكرنا يبين أمر الأصناف التى هى أضدادها، أعنى القصير، والصغير، والدقيق، والمنخفض، والضعيف، والصلب، والبطئ، والمتفاوت، والمختلف، والذى ليس بالمنتظم.

وبين أن بين كل صنفين متضادين من هذه الأصناف صنفا متوسطا، خلا المستوى والمختلف والمنتظم وخلافه. فإنه ليس بين المستوى والمختلف متوسط، ولا بين المنتظم وخلافه. وأن فى جميع تلك الأصناف الأول الأصناف المتوسطة من النبض هى الطبيعة.

وأما هذه الأصناف الأخيرة فإن النبض المستوى وحده هو الطبيعى. والأصناف الباقية خارجة عن الطبيعة، أعنى المختلف، والمنتظم، وخلافه.